أن يشتري ما أخرجه من الصدقة وإن كره ذلك لأن هذا بيع ومن خالفه فعليه الدليل
فصل
قوله تعالى : (وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى. إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى) وَقَوْلُ النَّبِيِّ ص الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ. يدلان على أن الصوم يعتبر فيه النية فرضا كان أو نفلا.
قوله سبحانه :
(فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) دليل على أنه يجوز نية القربة في الصوم لأنه لم يذكر المقارنة وإنه أمرنا بالإمساك وهذا قد أمسك وتعيين النية أنما يحتاج في المواضع الذي ينقسم الصوم وفيه دليل على أن المراد من كان مقيما في بلده وقال أبو علي من أدرك الشهر وشاهده وهو متكامل الشروط فليصمه ذهب في معنى شهد إلى الإدراك والمشاهدة.
قوله سبحانه :
(يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ) يدل على أن الصوم يثبت بالهلال دون العدد لأن العدد لو كان مراعى لما أحيل في مواقيت الناس في الحج على ذلك بل أحال على العدد فثبت أن الأهلة هي الدلالة على أوائل الشهور وقوله (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ) مستفاد من زيادة القمر ونقصانه.
قوله سبحانه :
(كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ) لا يدل على العدد دون الرؤية ولا أن شهر رمضان لا يكون إلا ثلاثين يوما لأنه يفيد أن أيام الصوم معدودة وهذا لا خلاف فيه وإنما الخلاف فيما به يعلم أول هذا المعدود وآخره وليس في الآية ما يدل على أن المراد بقوله (مَعْدُوداتٍ) قليلات كما قال (وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ) قليل (بَخْسٍ دَراهِمَ مَعْدُودَةٍ) وقوله (إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً).
قوله سبحانه :
(وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ) لا يدل على أن شهر رمضان لا ينقص أبدا لأن قوله (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ) معناه ولتكملوا عدد الشهر سواء كان الشهر تاما أو ناقصا ثم إنه راجع إلى القضاء لأنه قال عقيب ذكر السفر والمرض (فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ) مثل قوله (وَالْوالِداتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كامِلَيْنِ) أطلق عليها اسم