الأمي الذي لا يكتب ولا يحسب والأمة الخلقة وإنه مأخوذ من الأم والكتابة تختص بالرجال ولأن المرأة تلد ابنها ولا يكتب وقال أبو عبيدة الأميون هم الذين لم ينزل عليهم كتاب.
قوله سبحانه :
(الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ راجِعُونَ) وصفهم بالخشوع في الطاعة ومدحهم بذلك بأنهم يظنون أنهم ملاقو ربهم لأن الظن المذكور في الآية المراد به العلم واليقين وقوله (وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللهِ إِلَّا إِلَيْهِ) وقوله (وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُواقِعُوها) ويحتمل قوله (يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ) لشدة إشفاقهم من الإقامة على معصية الله تعالى.
قوله سبحانه :
(وَالنَّجْمِ وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ وَالذَّارِياتِ) ونحوها قسم بدلالة جرها وَرَوَيْنَا عَنِ الْبَاقِرِ وَالصَّادِقِ ع أَنَّ لِلَّهِ تَعَالَى أَنْ يُقْسِمَ بِمَا شَاءَ مِنْ خَلْقِهِ وَلَيْسَ لِخَلْقِهِ أَنْ يُقْسِمُوا إِلَّا بِهِ. وإنما كان كذلك لأنه من باب المصالح التي يجوز أن يختلف به العبادات وإنما جاز أن يقسم هو تعالى بما شاء من خلقه للتنبيه على موضع العبرة فيه إذ القسم يدل على عظم شأن المقسم به.
قوله سبحانه :
(الم) و (المص) و (المر) و (كهيعص) وسائر ما في القرآن من هذه الألفاظ قد اختلف المفسرون من أنه قسم أو اسم سورة أو سر فيه أو غير ذلك إلا أن الزنادقة لا يقبلون إلا بما يدل عليه كلام العرب مثل قول الراجز :
ما للظليم عال كيف لايا |
|
ينفد عنه جلده أذايا |
أهبى التراب فوقه إهبايا.
وقال الآخر: بالخير خيرات وإن شرافا أي فشر : ولا أريد الشر إلا أن تا يريد إلا أن تشاء وقال الآخر :
قلنا لها قفي لنا قالت قاف |
|
لا تحسبي أنا نسينا الإيخاف |
كأنه قالت وقفت