بن جعفر بعد ما أنعم عليه وقال أوصيك أن تلقى الله في دمي وإنه خرج بمكة وشهر سيفه في الشهر الحرام في البلد الحرام فلم يتم أمره ثم قام عنه المبارك غلام إسماعيل في مسجد الكوفة حتى قتله عيسى بن موسى بن علي بن عبد الله بن عباس وقد كان الصادق ع أخبر بهذه الفتنة ونص على ابنه موسى على ما هو مشهور في الكتب.
قوله سبحانه حكاية عن موسى (هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً) لا يريد بذلك معرفة الله تعالى لأنه لا يكون نبي إلا ويكون عالما بالأصول والفروع كما تقدم شرحه ثم إنه إنما سأله عما لا يتعلق بالدين كما حكى الله عنه أما السفينة وأما الجدار وأما الغلام.
قوله سبحانه :
(لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلَّا الْحَقَ) أما الغلاة فإنهم قوم يدعون في النبي أو في الوصي وباقي الأئمة ع على حسب اختلافهم القدم والإلهية وهذا يؤدي إلى قدم الأجسام كلها فإن أرادوا أن بين القديم وهذه الأشخاص اختصاص فلا يخلو إما أن يكون حلولا واتحادا مثل حلول الأعراض في الأجسام أو مجاورة ومماسة وهذا يقتضي كونه جوهرا متحيزا أو جزءا مؤلفا واختصاص الجوهر البسيط بالجملة مستحيل لأن الجوهر البسيط يستحيل أن يفعل في غير تلك الجملة مبتدأ والقديم سبحانه يصح أن يبتدأ في سائر الجمل
(باب المفردات)
فصل
قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحاً) قال أبو علي التوبة غير الاعتقاد وهي نوع بانفراده وقال أبو هاشم إنه من قبيل الاعتقاد وهو الصحيح والتوبة لا تخلو إما أن تكون عن شيء بينه وبين الله تعالى أو تكون عن شيء بينه وبين الآدميين فالأول لا يخلو إما أن يظهر ذلك الناس أو لا يظهر فإذا ظهر ذلك للناس تجب التوبة ظاهرا مثل الباغي يكذب نفسه عند قومه في بغيه على الحق ثم يرجع إلى الإمام طائعا وينوي في المستقبل طاعته وإن كانت مظلمة وجب ردها إن كانت باقية أو رد مثلها إن كانت تألفه أو قيمتها إن كانت من ذوات القيم إن