من هذه السبع وقد دل منع ذلك قوله (وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَ) على معنى السبع ولكنه لم يجز على جهة الإفصاح بالتفصيل في اللفظ
فصل
قوله تعالى : (هذا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي) بلفظ التذكير على المعنى أراد هذا فضل قالت الخنساء:
فذلك يا هند الرزية فاعلمي |
|
ونيران حرب حين شب وقودها. |
وقال آخر:
هنيئا لسعد ما اقتضى بعد وقعتي |
|
بناقة والعشية بارد |
ذهب إلى العشي.
قوله سبحانه :
(إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) قال الفراء فيه إضمار معناه أن رحمة الله مكانها قريب وقال ابن السكيت الفعيل بمعنى المفعول يستوي فيه المذكر والمؤنث وقيل القريب على وجهين قريب بمعنى القرابة لا يفرق فيهما بين المذكر والمؤنث تقول هذه قريبتي من القرابة وقريب من الدنو نظيره هذه امرأة بعيدة القرابة وبعيد الدار ومثله (وَما هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ) وقيل الهاء في الرحمة هاء المصدر وهاء المصدر لا يكون للتأنيث نظيره (فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ) ويقال إنه عنى بالهاء فيهما المؤنث وترك طريق المصدر وقيل أراد بالرحمة هاهنا المطر والقريب نعت المطر نظيره (وَإِذا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُوا الْقُرْبى) أراد بالقسمة الميراث والهاء المكنية راجعة إلى المعنى دون اللفظ نظيره (الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ) عنى بالفردوس الجنة والكناية راجعة إلى المعنى ويقال (قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) أي إن رحمة الله شيء قريب وكل لفظ يقتضي التأنيث في ظاهره والتذكير في معناه فلك أن تحمل على الوجهين وقال الخليل كل ما لا روح فيه فأنت في تأنيثه وتذكيره بالخيار.
قوله سبحانه :
(مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ) مصدر جاء على لفظ الفعيل كالنعيق