قوله سبحانه :
(مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ) أضاف المثل إلى الجمع ثم شبهه بالواحد الجواب الذي بمعنى الذين في الآية كقوله (وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) وقال الشاعر:
وإن الذي جاثت بفلج دمائهم |
|
هم القوم كل القوم يا أم خالد. |
ووجه ثان وهو أن في الآية حذف كما قال (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ) ووجه ثالث وهو أن الموضع الذي مثل الله به جماعة المنافقين بالواحد الذي جعله مثلا لأفعالهم فجائز وله نظائر كقوله (تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ) والمعنى كدور أعين الذين وكقوله (ما خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ واحِدَةٍ) لأن التمثيل وقع للفعل بالفعل.
قوله سبحانه :
(وَأَطْرافَ النَّهارِ) جمع لأنه أراد أطراف كل نهار فالنهار في معنى جمع وإنه بمنزلة قوله (فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما) وإنه أراد طرف أول النصف الأول وأول النصف الآخر وآخر النصف الآخر فلذلك جمع.
قوله سبحانه :
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللهِ) والمراد المسجد الحرام أو بيت المقدس الجواب أن كل موضع من الأرض مسجد فيكون إنما يصلح أن يقع على جملته وعلى كل موضع سجد فيه وقال الجبائي إنه يدخل فيه المساجد التي بناها المسلمون للصلاة بالمدينة.
قوله سبحانه :
(أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ) إنما ذكره بلفظ التذكير لأنه اسم جنس يدل على الكثير.
قوله سبحانه :
(لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) جمعت السموات ووحدت الأرض في جميع القرآن لقوله (سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً) جمع لئلا توهم التوحيد الواحدة