عدم الدلالة المميزة له من غيره وكل ذلك باطل ويقتضي اعتقاد كل إقليم صحة إمامة من يليهم دون من عداه وهو باطل.
قوله سبحانه :
(وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهاجِرُوا ما لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهاجِرُوا) والإجماع أن العباس لم يكن مهاجرا وإنما أسروه يوم بدر ونزل فيه (فَشُدُّوا الْوَثاقَ) فخرج العباس من الإمامة بهذه الآية ثم إن الإمامة بالميراث حادث بعد انقراض من الصحابة والتابعين وأزمان بعدهما خالية منه وما هذه حاله ظهر بطلانه ثم إن الميراث عرى من حجة على كونه طريقا إلى الإمامة عقلية ولا سمعية والميراث يقتضي اشتراك العلماء والجهال والعقلاء والأطفال والنساء والرجال والعدول والفساق كاشتراكهم في الإرث ثم إن العباس ما ادعى ذلك في حياته ولا ادعى له بل كان يدعو إلى علي ع ويقول امدد يدك أبايعك وإنما أبدع ذلك الجاحظ تقربا إلى المنصور.
قوله سبحانه :
(وَما كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) اتفق أهل العدل على أنه يجوز لله تعالى أن يعذب وإن لم يبعث رسولا بأن لا يقتضي المصلحة بعثته ويقتصر لهم في التكليف العقلي فإنهم متى عصوا كان له أن يعذبهم وليس في الآية أنه لو لم يبعث رسولا لم يجز منه أن يعاقب إذا ارتكب القبائح العقلية إلا أن نفرض في أن بعثه الرسول لطفا فإنه لا يحسن من الله مع ذلك أن يعاقب أحدا إلا بعد أن نعرف ما هو لطف له ومصلحة لتنزاح العلة وقيل معناه ما كنا معذبين من عذاب الاستيصال والإهلاك في الدنيا حتى نبعث رسولا وتكون الفائدة في تأخيره إلى بعد الإرسال المبالغة والاحتجاج عليهم والتقدم بالإعذار والإنذار نهاية في الإحسان إليهم يدل على ذلك قوله تعالى : عقيب هذه الآية بلا فصل (وَإِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً) الآية وقد تعلقت السبعية بهذه الآية على أن معرفة الله تعالى بالتعليم وأجمع المفسرون على أنها تختص بالشرعيات دون العقليات على أن معرفة الأنبياء مبنية على المعجز والمعجز لا يكون إلا من فعل الله تعالى دون النبي المصدق ولأن المدعي لا يصدقه نفسه وإنما يصدقه غيره والمعجز هو القائم مقام قول الله تعالى لمدعي نبوة صدقت في دعواك علي فإذا لا تعرف نبوة نبي إلا بعد معرفة الله تعالى ثم ادعت أن الإمام بعد جعفر الصادق ع ابنه إسماعيل وهذه