ظالم ومن ليس بمعصوم فهو ظالم إما لنفسه أو لغيره فإذا ثبت وجوب عصمة الإمام واختلف الناس بعد النبي ص في إمامة علي أو العباس أو أبي بكر وأجمعوا على أن العباس وأبا بكر غير معصومين وأن عليا معصوم ثبت إمامته بعد النبي ص بلا فصل وإلا خرج الحق عن الأمة بأسرها.
قوله سبحانه :
(لِيُكَفِّرَ اللهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ) لا يدل على انتفاء العصمة عن أمير المؤمنين بل حكمه في التأويل مثل حكم النبي ص في قوله (لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ) على أن التكفير إنما هو توكيد التطهير له من الذنوب وهو وإن كان ظاهر الخبر على الإطلاق فإنه مشترط بوقوع الفعل أن لو وقع وإن كان المعلوم أنه غير واقع أبدا للعصمة بدلائل العقول التي لا يقع فيها اشتراط ثم إن التكفير فيها إنما تعلق بالمحسنين الذي أخبر الله تعالى بجزائهم في التنزيل وجعله جزاء بالمدحة التصديق دون أن يكون متوجها إلى المصدق المذكور
فصل
قوله تعالى : (وَرَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ) وقوله (ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ) يدلان على أن الإمام ينبغي أن يكون أفضل من رعيته لكونه رئيسا لهم في جميع الأشياء وحصول العلم الأول بقبح تقديم المفضول على الفاضل فيما هو أفضل منه فيه ووجوب تعظيمه على كافة الرعية لكونه مفترض الطاعة عليهم كاشف عن استحقاق الثواب فإذا علمنا استحقاقه منه أعلى المراتب علمنا كونه أكثرهم ثوابا وهذا معنى قولنا أفضل.
قوله سبحانه :
(قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) وقوله (إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ) يدلان على أن الإمام لا بد من كونه أعلم من رعيته بأحكام الشريعة وبوجوه السياسة والتدبير لكونه إماما فيها وقد علمنا قبح تقليد الجاهل ما لا يعلمه وجعله إماما في شيء يفتقر فيه إلى رعيته.