استفهام وقوله (ما أَحَلَّ اللهُ) بمعنى أحل الله وهو خبر كقوله (عَمَّ يَتَساءَلُونَ) وعما قليل فرقا بينهما لأن عم استفهام وعما قليل صلة الكلام وإنما حذفت الألف من الاستفهام دون الخبر لأن الاستفهام مبني على الخفة والخبر لم يبن عليها.
قوله سبحانه :
(وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً) ذكر الخطيئة والإثم ثم كنى عن الواحد دون الآخر الجواب الكناية راجعة إلى الإثم لأنه يشتمل على أجناس الخطايا نظيره (وَاللهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ) رجعت الكناية إلى الله لأن رضاه يشتمل على رضا رسوله وكذلك قوله (وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها).
قوله سبحانه :
(إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً) الكناية راجعة إلى الفؤاد لأنه سابق بالسعي على السمع والبصر من معنى الهمة والإرادة ولأن القلب رئيس الجسد فاكتفى بالكناية عنه وقالوا الكناية راجعة إلى السعي وإن كان في الظاهر غير مذكور ونظيره (فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً) عني به القوادى وقوله (ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ) أي على ظهر الأرض وقالوا الكناية راجعة إلى لفظ الكل معناه كل واحد عن أولئك كان عنه مسئولا والكل موحد اللفظ مجموع المعنى قوله (قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ) وقوله (وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَرْداً).
قوله سبحانه :
(وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ) الهاء راجعة إلى الصلاة لشهرتها وكثرة استعمالها بين الخاص والعام نظيره (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَها) خص الفضة لكثرة الاستعمال وقالوا الهاء راجعة إلى الاستعانة وهي مؤنثه تشتمل على الصبر والصلاة وكذلك (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ) وقيل الهاء راجعة إلى كليهما والعرب تذكر شيئين ثم تكني عن الواحد منهما نحو قوله (وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها).
قوله سبحانه :
(وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ) أضاف أيا إلى الأرض مؤنثة و