(باب ما يتعلق بأصول الفقه)
فصل
قوله تعالى : (قالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللهِ) وقوله (حَتَّى إِذا جاءَ أَمْرُنا وَفارَ التَّنُّورُ) رد على من قال إن الأوامر مختصة بالقول دون الفعل.
قوله سبحانه :
(وَما أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ) استدل قوم بها على أن لفظة الأمر مشتركة بين القول والفعل لأنه تعالى أراد وما فعل فرعون برشيد وهذا ليس بصحيح لأنه يجوز أن يكون أراد بذلك الأمر الذي هو القول أو يكون مجازا.
قوله سبحانه :
(ما لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطاعُ) لا يدل على إسقاط الرتبة في الأمر لأنه استعار للإجابة لفظ الطاعة ولا يقول أحد إن الله تعالى أطاعني في كذا إذا أجابه إليه ويقتضي ظاهر القول أنه ما للظالمين من شفيع يطاع وليس يعقل ذلك من نفي شفيع يجاب.
قوله سبحانه :
(وَاللهُ يَدْعُوا إِلى دارِ السَّلامِ) رد على من قال الدعاء يعتبر فيه الرتبة لأن الله تعالى دعا إلى عبادته وطاعته ويقال دعا السيد عبده إلى سقيه الماء ودعوت الضيف.
قوله سبحانه حكاية عن فرعون (ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسى) لم يسألهم من باب الأمر والنهي ولكن من باب المشورة أي أشيروا علي.
قوله سبحانه :
(أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ) اعلم أن لفظة افعل تجيء على