في غيره كان مجازا وكلام الله لا ينقل عن الحقيقة إلى المجاز من دون دلالة ومانع وقال مجاهد وأبو مسلم إنها عبارة عن العدل والتسوية الصحيحة كما يقال كلام فلان موزون وأفعاله موزونة قوله (وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ) وقيل هو برهان على إقامة العدل قوله (اللهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزانَ) وقوله (وَأَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَالْمِيزانَ) وقيل هو ذو الكفتين يوزن بها الصحف المكتوب وقيل يجعل النور في كفة علامة الرجحان والظلمة في الأخرى علامة النقصان وقيل معناه من كان له يوم القيامة وزن قوله (فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْناً).
قوله سبحانه :
(الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ) يجوز أن يخرج الألسنة ويختم على الأفواه ويجوز أن يكون الختم على الأفواه إنما هو في حال شهادة الأيدي والأرجل ويجوز أن يبينها بينة مخصوصة ويشهد فيها شهادة يشهد عليهم بها.
قوله سبحانه :
(يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) وقوله (لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا قالُوا أَنْطَقَنَا اللهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ) وقيل إن الله تعالى يبينها بينة يمكنها النطق والكلام من جهتها وقيل إن يفعل الله تعالى في هذه البينة كلاما يتضمن الشهادة وكأنها هي الناطقة وقيل يجعل فيها علامة تقوم مقام النطق بالشهادة وذلك إذا جحدوا معاصيهم وقيل يفعل الشهادة فيها وأضافها إلى الجوارح مجازا وقيل هي عبارة عن وضوح الأمر في لزوم الحجة لهم والعلم بما فعلوه كما يقال شهدت عينك بكذا وأقرت.
قوله سبحانه :
(هذا صِراطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ) أي يستقيم على حتى يورد أو قلت الطريق الدالة على استقامته.
قوله سبحانه :
(فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ) قالوا هو الصراط والصراط طريق أهل الجنة وأهل النار يتسع لأهل الجنة ويتسهل ويضيق على أهل النار ويشق قال الشاعر :