إن وجدوا فيه لذة ولا يجوز بالقلب لأنه يرجع إلى اعتقادات ومن حمد أهلها (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ) الآية وقولهم (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا) الآية وقولهم (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ).
قوله سبحانه :
(خالِدِينَ فِيها) الخلود اللزوم أبدا والبقاء والوجود وقتين فصاعدا ولذلك لم يصح في صفات الله تعالى خالد وجاز باق وموجود.
قوله سبحانه :
(وَحُورٌ عِينٌ كَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ) اتفقت الأمة أن في الجنة مباشرة وَجَاءَ فِي الْحَدِيثِ إِنَّ فِي الْجَنَّةِ جِمَاعُ مَا شِئْتَ. ثم اختلفوا في كيفيتها أنها يكون بالإنزال أو بغيره من اللذات الكثيرة والصحيح أن الجنة لا تقبل الخبث ولم تحمل آدم وحواء لما ذاقا الشجرة و (بَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما)
فصل
قوله تعالى : (وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ) ثم قال (وَما دُعاءُ الْكافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ) أما قوله (أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ) أي أسمع دعوته ولهذا يقال للرجل دعوت من لا يجيب أي دعوت من لا يسمع وقد يكون يسمع بمعنى يجيب كما أن يجيب بمعنى يسمع يقال سمع الله لمن حمده يراد به أجاب الله من حمده أنشد ابن الأعرابي :
دعوت الله حتى خفت ألا |
|
يكون الله يسمع ما أقول. |
لم يرد بقوله قريب قرب المسافة بل المراد أني قريب بإجابتي بنعمتي ولعلمي بما يأتي العبد ويذر ويسر ويجهر تشبيها بقرب المسافة لأن من قرب من غيره عرف أحواله ولم يخف عليه ويكون قوله (أُجِيبُ) على هذا تأكيد للقرب (دَعانِ) أي عبدني يكون الإجابة هي الثواب والجزاء على ذلك فكأنه قال إني أثيب على دعائهم لي.
قوله سبحانه :
(ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) العبد إذا سأل الله تعالى شيئا في إعطائه صلاح