بذلك على أن الثواب مستحق بأعمال الطاعات فلا يستحق من جهة الأصلح لأن الله تعالى بين أنهم أورثوها بما عملوا من طاعاته عزوجل.
قوله سبحانه :
(وَفاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ) وقوله (وَفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ) الوجه في تكرار ذكر الفاكهة البيان عن اختلاف صفاتها فذكرت أولا بأنها متخيرة كثيرة ثم وصفت (لا مَقْطُوعَةٍ) أي لا تنقطع كما ينقطع ثمار الدنيا في الشتاء ولا يمتنع ببعد متناول أو شوك يؤذي اليد وقيل (لا مَقْطُوعَةٍ) بالأزمان (وَلا مَمْنُوعَةٍ) بالأثمان.
قوله سبحانه :
(وَفَواكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ) أي من ثمار الأشجار التي من شأنها أن تؤكل دون الثمر المر.
قوله سبحانه :
(وَذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلاً) قال مجاهد معناه إن قام ارتفعت وإن قعد تدلت عليه وإن اضطجع تدلت عليه حتى ينالها وقيل لا يرد أيديهم عنها بعد ولا شوك.
قوله سبحانه :
(وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍ) قال أبو علي بلطف الله لهم في التوبة حتى يذهب حقد العداوة وقال غيره (وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلاً) الظل الظليل هو ستر الشمس اللازم والمراد في الآية الجنة قال ابن دريد يقال فلان في ظل فلان أي في عزه ومنعه وقال المبرد أهل الجنة في ظل لا في فيء لأنه لا شمس فيها كما قال (وَظِلٍّ مَمْدُودٍ).
قوله سبحانه :
(لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولى وَالْآخِرَةِ) أي في الدنيا بما أنعم على خلقه من فنون الإحسان وفي الآخرة ما يفعل بهم من الثواب والعوض وضروب التفضل والآخرة وإن لم تكن دار تكليف فلا يسقط فيها الحمد والاعتراف بنعم الله تعالى قال أبو الهذيل يكونون مضطرين لفعل ذلك لمعرفتهم الضرورية بنعم الله تعالى عليهم والصحيح أنهم مخيرون في أفعالهم كما قال (وَفاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ) فيجوز أن يشكروا باللسان