وضربه من الآجال التي يبقى عباده إليها لكان الهلاك الذي تقدم ذكره أن الله أوقعه بالأمم السالفة لازما مستمرا يشهد بذلك ما قبل الآية (أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ) الآية ويكون معنى الآية لو لا الأجل المضروب في التبقية واستمرار التكليف لكان الهلاك لازما.
قوله سبحانه :
(قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلى مَضاجِعِهِمْ) كتب لا يخلو إما أن يكون لإيجاب فرض أو حكم أو قضاء أو علم فلو فرض قتلهم لكان قاتلهم مطيعا لذلك وأن يكون قتل المقتول واجبا على القاتل ولا يجوز بمعنى الحكم لأنهم يكونون مستحقين للقتل وإنما يحكم بالقتل على من يستحق القتل دون من لا يستحق ولا يجوز بمعنى القضاء لأن ذلك خارج عن اللغة فلم يبق إلا العلم وما علم الله كونه فهو كأين لكن العلم لا يوجب المعلوم.
قوله سبحانه :
(وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ) وقوله (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ كِتاباً) الوجه في إحصاء الأشياء في الكتاب ما في اعتبار الملائكة فيما لا تقدم به الإثبات مع أن تصور ذلك يقتضي الاستكثار من الخير والاستبعاد من الشر كما يقتضي إذا قيل للإنسان ما تعلمه فإنه لك وعليك
فصل
قوله تعالى : (هُوَ يُحيِي وَيُمِيتُ) يحييكم ويميتكم (اللهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها) وقال (قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ) وقال (فِيها تَحْيَوْنَ وَفِيها تَمُوتُونَ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) أضاف الفعل في ذلك إلى جماعتهم تارة لأنهم أعوانه وإليه تارة لأنه المؤمر وإلينا تارة للسبب المؤدي إليه وإلى نفسه تارة لأنه بحكمه وقيل الميت في القتال تتوفاه الملائكة والميت على الفراش يتوفاه ملك الموت والميت في المنام يتوفاه الله ويقال النزع من الملائكة والقبض من ملك الموت والإماتة من الله وقال مجاهد المشارق والمغارب كالمائدة الصغيرة بين يديه يتناول منها ما يشاء يدعو