أي إنهم يكرهونه كراهية طباع وقيل كره لكم قبل أن يكتب عليكم وعلى الوجه الأول تكون لفظة الكراهة مجازا وعلى الثاني حقيقة.
قوله سبحانه :
(ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللهُ لَكُمْ) وقال فإنها محرمة عليهم قال ابن إسحاق إنها كانت هبة من الله لهم ثم حرمهم إياها وقال غيره إن ظاهر ذلك يقتضي العموم بأن الله كتب لهم فلما قال (فَإِنَّها مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً) استثنى ذلك من جملته وقيل المراد به يدخلها قوم منهم وقيل القوم الذين دخلوها غير الذين حرم عليهم.
قوله سبحانه :
(إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً) قال الحسن وقتادة إنه يثقل العمل به بالمشقة ويقال معناه قولا عظيم الشأن يقال هذا كلام رصين وهذا قول له وزن إذا كان واقعا موقعه وقال ابن زيد معناه العمل به ثقيل في الميزان ويقال ثقيل في القلوب وَمِنْهُ قَوْلُهُ ص إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ.
قوله سبحانه :
(بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ) كيف باعت اليهود أنفسها بالكفر وهل يشتري بالكفر شيء الجواب معنى الشراء والبيع هو إزالة ملك المالك إلى غيره بعوض اعتاضه منه ثم يستعمل ذلك في كل معتاض من عمله عوضا خيرا كان أو شرا فيقال نعم ما باع به نفسه بمعنى نعم الكسب كسبها وكذلك قوله (بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ) لما أوبقوا أنفسهم بكفرهم
فصل
قوله تعالى : (فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً) ثم قال (فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً) لا تناقض فيه لأن الانبجاس أقل من الانفجار يعني أنه انبجست أولا ثم انفجرت فأخبر عن الحالين بالوصفين المختلفين.
قوله سبحانه :
(كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ) وقوله (كِتاباً مُتَشابِهاً) وقوله (آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ) أما قوله (أُحْكِمَتْ) أي أجملت لقوله (فُصِّلَتْ)