الجواب من ارتكب الضلالة وترك الهدى جاز أن يقال ذلك فيه ويكون معناه كان الهدى الذي تركه هو الثمن الذي جعله عوضا من الضلالة التي أخذها فيكون المشتري مكان المشتري به كما قال الشاعر:
أخذت بالجمة رأسا أزعرا |
|
وبالثنايا الواضحات الدررا |
|
كما اشترى المسلم إذ تنصرا.
قوله سبحانه :
(أُولئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ) هذا كقول العرب لا مهرب مني ولا وزر ولا نفق الوزر الجبل والنفق السرب فكأنه تعالى نفى أن يكون لهؤلاء الكفار عاصم منه ومانع من عذابه وإن جبال الأرض وسهولها لا تحجز بينهم وبين ما يريد إيقاعه بهم وإذا نفى تعالى أن يكون لهم معقلا فقد نفى المعقل من كل وجه.
قوله سبحانه :
(وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكاءً وَتَصْدِيَةً) إنما سمى مكاءهم بأنه صلاة لأنهم كانوا يقيمون فعلهم الصفير والتصفيق مكان الصلاة والدعاء والتسبيح ثم إنهم كانوا يعملون كعمل الصلاة فيه.
قوله سبحانه :
(مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها) أي يظهر ذلك العمل من الثواب ويقال العامل لك مثل ما عملت أي مثل أجره.
فصل
قوله تعالى : (وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَراهُ ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ ما شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ) قال (عَلِمُوا) ثم قال (لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ) معناه أن الذين قال لهم يعلمون غير الذي لا يعلمون فيكون الذي يعلمون الشياطين كقوله (وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ) ويكون الذين شروا أنفسهم هم الذين لا يعلمون.
قوله سبحانه :
(لا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبارَ) معناه لئن نصرهم