قوله سبحانه :
(يا بَنِيَّ إِنَّ اللهَ اصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ) فيه ياءان ياء الجمع وياء الإضافة وقوله (يا بَنِيَ) فيه ثلاث ياءات ياء التصغير وياء الأصل وياء الإضافة.
قوله سبحانه :
(وَإِنَّهُمْ عِنْدَنا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيارِ) وإنهم جماعة والمصطفين تثنية الجواب هي جماعة وكان حقه أن يقول مصطفيين بياءين ياء لام الفعل وياء الجماعة وكان ياء لام الفعل ساكنا فدخل عليه ياء الجماعة فحذفوا ياء لام الفعل لأنها معتلة وهي أولى بالحذف لأن ياء الجماعة علامة والعلامة لا تحذف ونصب الفاء من المصطفين فرقا بين الفاعل والمفعول وهاهنا مفعول وانتصب النون من المصطفين لأنه نون الجماعة ونون الجماعة إذا كانت على هجاءين يكون منصوبا تقول مصطفون ومصطفين مثل مسلمون ومسلمين
فصل
قوله تعالى : (وَجَعَلْناها وَابْنَها آيَةً لِلْعالَمِينَ) قال آية لأن قصتهما واحدة فلفظ الآية معبر عن القصة لا عن ذاتهما فكأنه قال فنفخنا فيه من روحنا وجعلنا قصتهما آية للعالمين وقيل ذكر آية والمراد آيتين لأن العرب تذكر واحدا وتريد اثنين كما قال (لَنْ نَصْبِرَ عَلى طَعامٍ واحِدٍ) وهما طعامان المن والسلوى وقوله (فَأْتِيا فِرْعَوْنَ فَقُولا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ) أراد به رسولا.
قوله سبحانه :
(وَبَثَّ مِنْهُما رِجالاً كَثِيراً وَنِساءً) ولم يقل ونساء كثيرا نظيره (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً قَيِّماً) معناه أنزل على عبده الكتاب قيما ولم يجعل له عوجا والقيم نعت الكتاب وقوله (وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ) معناه وإنه لقسم عظيم لو تعلمون فالعظيم نعت القسم.
قوله سبحانه :
(وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ)