(يَسْئَلُونَكَ ما ذا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ ...). (المائدة / ٤)
وقال تعالى : (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ ... قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ). (الأعراف / ٣٢ ، ٣٣) وقال : (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ). (الأعراف / ١٥٧)
ج ـ ضرر الزواج بالمحارم بالنسب والرضاع :
من ضرر الزواج بالأمّ والأخت وسائر المحارم بالولادة والرضاعة ؛ إضواء النسل كما هو ثابت في محلّه ، وفي الحديث : «اغتربوا لا تضووا» (١) وفيها حكم اخرى بيانها بحاجة إلى تفصيل أكثر ، لا يسعه هذا البحث.
ولتوضيح أنّ الأحكام الإسلامية شرّعت متناسبة مع مقتضيات فطرة الإنسان ، نضرب مثالا بما في حرمة الزّواج بحليلة الوليد والرضيع دون الولد المتبنّى من سبب طبيعي ، بما يأتي :
أ ـ إذا غرسنا نواة الليمون في الأرض ، تنبت شجرة فيها جميع ما في الأصل من مزايا وخواصّ.
ب ـ إذا طعّمنا شجرة النارنج ببرعم من شجرة اللّيمون فنبت البرعم فصار غصنا وأثمر ، يحوي هذا الثمر شيئا من خواصّ النارنج وشيئا من خواص الشجرة الّتي طعّمناها ببرعم الليمون.
ج ـ إذا غرسنا شتلة الليمون إلى جانب شجرة النارنج ونمت الشّتلة حتّى صارت شجرة مثمرة والتفّت أغصان بعضها ببعض ، لا تأخذ ثمرة اللّيمون شيئا من خواصّ النارنج ولا العكس.
__________________
(١) ضوي : ضعف وهزل ، وأضوى : أتى بولد أو نسل ضاو. راجع مادّة : ضوى في نهاية اللّغة لابن الأثير والمعجم الوسيط.