وروى السيوطي بسنده في الإتقان ٢ / ١٧٠ وقال : إنّ الخليفة عمر وجد مع رجل مصحفا قد كتبه بقلم دقيق ، فكره ذلك وضربه ، وقال : عظّموا كتاب الله تعالى.
قال : وكان عمر إذا رأى مصحفا عظيما سرّ به.
من أخبار القرّاء في عصر عمر :
في مصاحف ابن أبي داود السجستاني عن عطيّة بن قيس قال : انطلق ركب من أهل الشام إلى المدينة يكتبون مصحفا لهم ، فانطلقوا معهم بطعام وإدام وكانوا يطعمون الّذين يكتبون لهم ، فكان ابي يمرّ عليهم يقرأ القرآن فقال عمر : يا ابيّ! كيف وجدت طعام الشام؟ قال : لاوشك إذا ما نسيت أمر القوم ما أصبت لهم طعاما ولا إداما (١).
وروى البخاري وقال : كان القرّاء أصحاب مجلس عمر ومشاورته كهولا كانوا أم شبّانا (٢).
وروى المتقي في كنز العمال ، وقال : كتب عمر بن الخطاب إلى امراء الأجناد أن ارفعوا إليّ كلّ من حمل القرآن حتى الحقهم في الشرف من العطاء وارسلهم في الآفاق يعلّمون الناس ، فكتب إليه الأشعري انّه بلغ من قبلي من حمل القرآن ثلاثمائة وبضع رجال (٣).
__________________
(١) كنز العمال ٢ / ٣٤٢ ، رقم الحديث ٤١٩٦ ، عن مصاحف ابن أبي داود. وعطية بن قيس الكلابي : أبو يحيى الحمصي ويقال الدمشقي ، وقال عبد الواحد بن قيس كان الناس يصلحون مصاحفهم على قراءة عطية بن قيس ، وتوفّي سنة ١١٠ ه. تهذيب التهذيب ٧ / ٢٢٨.
(٢) البخاري ، كتاب الاعتصام باب (٢٨) ٤ / ١٨١ ، وباب الاقتداء بسنن رسول الله (ص) ٤ / ١٧١. وكتاب التفسير ، باب خذ العفو وأمر بالعرف ٣ / ٨٩.
(٣) كنز العمال ٢ / ١٨٣ ، الحديث ٢٠٣٧.