بفعل معاوية ؛ فقال له : ارحل إلى مكانك ، فقبّح الله أرضا لست فيها وأمثالك فلا إمرة له عليك (١).
* * *
كان ذلكم في عصر عمر ، ولما استخلف عثمان الأموي ولّاه على جميع بلاد الشام وأرخى له زمامه فانطلق معاوية على سجيته لا يردعه عمّا يشتهيه رادع.
وفي هذا العصر ، جرى له مع عبادة بن الصامت ما رواه ابن عساكر والذهبي (٢) وقالا :
إنّ عبادة بن الصامت مرّت عليه قطارة (٣) وهو بالشام تحمل الخمر ؛ فقال : ما هذه؟ أزيت؟
قيل : لا ، بل خمر يباع لفلان.
فأخذ شفرة من السوق ، فقام إليها ، فلم يذر فيها راوية إلّا بقرها ـ وأبو هريرة إذ ذاك بالشام ـ فأرسل فلان إلى ابي هريرة ، فقال : أتمسك عنا أخاك عبادة ؛ أمّا بالغدوات فيغدو إلى السوق يفسد على أهل الذّمة متاجرهم ، وأمّا بالعشيّ فيقعد في المسجد ليس له عمل إلّا شتم أعراضنا وعيبنا!
قال : فأتاه أبو هريرة فقال : يا عبادة! ما لك ولمعاوية؟ ذره وما حمل.
فقال : لم تكن معنا إذ بايعنا على السمع والطاعة ؛ والأمر بالمعروف والنهي
__________________
(١) أسد الغابة ٣ / ١٦٠ ، رقم الترجمة ٢٧٨٩ ، وسير أعلام النبلاء ٢ / ٥.
(٢) تهذيب ابن عساكر ٧ / ٢١٤ ، وسير اعلام النبلاء ٢ / ١٠ ، ومسند أحمد ٥ / ٣٢٥ عن ابن خيثم حدثني إسماعيل بن عبيد الأنصاري ، غير انّ الحديث حذف من أوّله في مسند أحمد ، وجاء هكذا : «حدثني إسماعيل بن عبيد الأنصاري» فذكر الحديث «فقال عبادة : يا أبا هريرة إنّك لم تكن معنا إذ بايعنا» ثمّ ساق الحديث إلى آخره.
(٣) «القطارة» : الإبل تسير على نسق : واحدا خلف واحد.