وعبدا لاميّة ، فتبنّاه واستلحقه بنسبه ، وكان أبوه من أشدّ أعداء النبيّ بمكّة ، وقتله صبرا في غزوة بدر ، وأسلم الوليد بعد فتح مكة وبعثه النبيّ (ص) مصدقا إلى بني المصطلق ، فعاد وأخبر النبيّ إنّهم ارتدّوا ومنعوا الصّدقة ، فبعث إليهم الرسول (ص) من استعلم حالهم فأخبروه بأنّهم متمسّكون بالإسلام ونزلت فيه :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ). (الحجرات / ٦)
وقال البلاذري :
واستقرض من بيت المال مائة ألف ، وكان على بيت المال عبد الله بن مسعود ، ولما اقتضاه المال ، كتب الوليد إلى عثمان ، فكتب عثمان إلى ابن مسعود (إنما أنت خازن لنا فلا تعرض للوليد في ما أخذ من المال) فطرح ابن مسعود المفاتيح وقال : كنت أظن أني خازن للمسلمين فاما إذا كنت خازنا لكم ، فلا حاجة لي في ذلك (١).
قال صاحب الاغاني :
وقدم عليه أبو زبيد الشاعر النصراني فوهب له دارا كانت لعقيل بن أبي طالب على باب مسجد الكوفة ، فكان يخرج من منزله حتى يشق الجامع إلى الوليد ، فيسمر عنده ، ويشرب معه ، ويعود إلى بيته يشق المسجد وهو سكران.
وأجرى عليه وظيفة من خمر وخنازير في كل شهر فاستنكروا عليه ذلك فقوم ما كان وظف له دراهم وضمها إلى رزق كان يجري عليه.
وأعطاه ما بين القصور الحمر من الشام إلى القصور الحمر من الحيرة جعله له حمى (٢).
__________________
(١) أنساب الأشراف ٥ / ٣٠ ـ ٣١.
(٢) الأغاني ٤ / ١٨٠ ـ ١٨١ ، والبلاذري ٥ / ٣١ ـ ٣٢.