وقال له عليّ : اعزله وحدّه إذا شهد عليه الشهود في وجهه.
فولّى عثمان سعيد بن العاص بن اميّة الكوفة واستقدم الوليد ، ولمّا شهد الشهود في وجه الوليد انّه شرب الخمر ، وأراد عثمان أن يحده البسه جبّة خز ـ ضرب من برود اليمن ـ وقال : من يضربه؟ فأحجم الناس لقرابته من الخليفة ، فقام عليّ وضربه ، وبعد اجراء الحد عليه لم يحلقه الخليفة كما كان يفعل مع من يجري عليه الحد ، وولّاه بعد ذلك على جباية صدقات قبيلتي كلب وبلقين ، وغزا الوليد زمان ولايته على الكوفة اذربيجان إلى ارمينية ، ففتح ، وقتل ، وسبى ، وملأ يديه من الغنائم.
ولمّا قدم سعيد الكوفة ابى ان يصعد منبر المسجد الجامع حتى غسلوه ، وعزل عثمان أبا موسى الأشعري عن البصرة وجندها ، وعثمان بن أبي العاص الثقفي عن عمان والبحرين وجندهما ، وولى عليهما ابن خاله عبد الله بن عامر بن كريز ، وكتب عثمان إلى عبد الله بن عامر وسعيد بن العاص أيّكما سبق إلى خراسان فهو أمير عليها ، فسبق إليها ابن عامر وافتتح نيسابور وابرشهر وهراة ومرو الروذ ، وصالح اهل تلك البلاد على ثلاثة آلاف ألف درهم وخمسة وسبعين ألف درهم ومائتي ألف أوقية.
وبلغه أنّ أهل مرو يريدون الوثوب عليه ، فجرّد فيهم السيف حتّى أفناهم.
تولية سعيد بن العاص وتسيير قرّاء أهل الكوفة :
روى البلاذري بسنده وقال (١) :
عزل عثمان (رض) الوليد بن عقبة عن الكوفة وولّاها سعيد بن العاص وأمره بمداراة أهلها ، فكان يجالس قرّاءها ووجوه أهلها ويسامرهم فيجتمع عنده
__________________
(١) أنساب الأشراف ٥ / ٣٩ ـ ٤٣.