منهم : مالك بن الحارث الأشتر النخعي ، وزيد وصعصعة ابنا صوحان العبديّان ، وحرقوص بن زهير السعدي ، وجندب بن زهير الأزدي ، وشريح بن أوفى بن يزيد بن زاهر العبسي ، وكعب بن عبدة النهدي ، وكان يقال لعبدة بن سعد ذو الحبكة ـ وكان كعب ناسكا وهو الّذي قتله بسر بن أبي أرطأة بتثليث ـ وعدي ابن حاتم الجواد الطائي ويكنّى أبا طريف ، وكدام بن حضري بن عامر ، ومالك ابن حبيب بن خراش ، وقيس بن عطارد بن حاجب ، وزياد بن خصفة بن ثقف ، ويزيد بن قيس الأرحبي ، وغيرهم فانّهم لعنده وقد صلّوا العصر إذ تذاكروا السّواد والجبل ففضلوا السواد وقالوا : هو ينبت ما ينبت الجبل وله هذا النخل ، وكان حسّان بن محدوج الذهلي الّذي ابتدأ الكلام في ذلك ، فقال عبد الرّحمن بن خنيس الأسدي صاحب الشرطة : لوددت أنّه للأمير وانّ لكم أفضل منه. فقال له الأشتر : تمنّ للأمير أفضل منه ، ولا تمنّ له أموالنا.
فقال عبد الرحمن : ما يضرك من تمني حتى تزوي ما بين عينيك ، فو الله لو شاء كان له.
فقال الأشتر : والله لو رام ذلك ما قدر عليه.
فغضب سعيد وقال : إنّما السّواد بستان لقريش.
فقال الأشتر : أتجعل مراكز رماحنا وما أفاء الله علينا بستانا لك ولقومك؟ والله لو رامه أحد لقرع قرعا يتصأصأ منه.
ووثب بابن خنيس فأخذته الأيدي.
فكتب سعيد بن العاص بذلك إلى عثمان وقال : إنّي لا أملك من الكوفة مع الأشتر وأصحابه الّذين يدعون القرّاء وهم السفهاء شيئا. فكتب إليه أن سيّرهم إلى الشام. وكتب إلى الأشتر : إنّي لأراك تضمر شيئا لو أظهرته لحلّ دمك وما أظنك منتهيا حتى يصيبك قارعة لا بقيا بعدها ، فإذا أتاك كتابي هذا فسر إلى الشام لإفسادك من قبلك وإنّك لا تألوهم خبالا. فسيّر سعيد الأشتر ومن كان