وثب مع الأشتر وهم : زيد وصعصعة ابنا صوحان ، وعائذ بن حملة الطهوي من بني تميم ، وكميل بن زياد النخعي ، وجندب بن زهير الأزدي ، والحارث بن عبد الله الأعور الهمداني ، ويزيد بن المكفف النخعي ، وثابت بن قيس بن المنقع النخعي ، وأصعر (١) بن قيس بن الحارث الحارثي.
فخرج المسيّرون من قرّاء أهل الكوفة ، فاجتمعوا بدمشق نزلوا مع عمرو ابن زرارة فبرّهم معاوية وأكرمهم ، ثمّ إنّه جرى بينه وبين الأشتر قول حتى تغالظا فحبسه معاوية فقام عمرو بن زرارة فقال : لئن حبسته لتجدنّ من يمنعه. فأمر بحبس عمرو فتكلّم سائر القوم فقالوا : أحسن جوارنا يا معاوية! ثمّ سكتوا فقال معاوية : ما لكم لا تكلمون؟ فقال زيد بن صوحان : وما نصنع بالكلام؟ لئن كنّا ظالمين فنحن نتوب إلى الله ، وإن كنّا مظلومين فإنّا نسأل الله العافية. فقال معاوية : يا أبا عائشة! أنت رجل صدق. وأذن له في اللحاق بالكوفة ، وكتب إلى سعيد بن العاص : أمّا بعد : فإني قد أذنت لزيد بن صوحان في المسير إلى منزله بالكوفة لما رأيت من فضله وقصده وحسن هديه ، فأحسن جواره ، وكفّ الأذى عنه وأقبل إليه بوجهك وودّك ، فإنّه قد أعطاني موثقا أن لا ترى منه مكروها.
فشكر زيد معاوية وسأله عند وداعه إخراج من حبس ، ففعل.
وبلغ معاوية أنّ قوما من أهل دمشق يجالسون الأشتر وأصحابه ، فكتب إلى عثمان : إنّك بعثت إليّ قوما أفسدوا مصرهم وأنغلوه ، ولا آمن أن يفسدوا طاعة من قبلي ويعلموهم ما لا يحسنونه ، حتّى تعود سلامتهم غائلة ، واستقامتهم اعوجاجا.
فكتب إلى معاوية يأمره أن يسيّرهم إلى حمص ، ففعل وكان واليها
__________________
(١) في أنساب الأشراف : أصعر ، وفي الإصابة : أصغر.