عبد الرّحمن بن خالد بن الوليد بن المغيرة ، ويقال : إنّ عثمان كتب في ردّهم إلى الكوفة فضجّ منهم سعيد ثانية ، فكتب في تسييرهم إلى حمص فنزلوا الساحل.
وذكر الواقدي والطبري (١) وغيرهما ما دار بينهم وبين معاوية من كلام حول قريش وسياستهم على الناس وان معاوية كتب اثر ذلك إلى عثمان :
بسم الله الرّحمن الرّحيم ، لعبد الله عثمان أمير المؤمنين من معاوية بن أبي سفيان ، أمّا بعد ، يا أمير المؤمنين! فانّك بعثت إليّ أقواما يتكلّمون بألسنة الشياطين وما يملون عليهم ويأتون الناس ـ زعموا ـ من قبل القرآن فيشبهون على الناس ، وليس كلّ النّاس يعلم ما يريدون وإنّما يريدون فرقة ، ويقربون فتنة ، قد أثقلهم الإسلام وأضجرهم ، وتمكنت رقى الشيطان من قلوبهم ، فقد أفسدوا كثيرا من النّاس ممّن كانوا بين ظهرانيهم من أهل الكوفة ، ولست آمن إن قاموا وسط أهل الشام أن يغرّوهم بسحرهم وفجورهم فارددهم إلى مصرهم ، فلتكن دارهم في مصرهم الّذي نجم فيه نفاقهم ، والسلام.
فكتب إليه عثمان يأمره أن يردّهم إلى سعيد بن العاص بالكوفة فردهم إليه فلم يكونوا إلّا أطلق ألسنة منهم حين رجعوا.
وكتب سعيد إلى عثمان يضج منهم ، فكتب عثمان إلى سعيد أن سيّرهم إلى عبد الرّحمن بن خالد بن الوليد وكان أميرا على حمص وهم : الأشتر ، وثابت بن قيس الهمداني (٢) وكميل بن زياد النخعي ، وزيد بن صوحان وأخوه صعصعة ، وجندب بن زهير الغامدي ، وحبيب بن كعب الأزدي ، وعروة بن الجعد (٣)
__________________
(١) تاريخ الطبري ٤ / ٣١٧ ـ ٣٢٦ ، ط. القاهرة ، دار المعارف.
(٢) في تاريخ الطبري : النخعي. بدل : الهمداني.
(٣) أسد الغابة ٣ / ٤٠٣ كان ممّن سيره عثمان إلى الشام من أهل الكوفة ، وتاريخ الطبري ٥ / ٨٨ ـ ٩٠ ، والكامل لابن الأثير ٣ / ٥٧ ـ ٦٠ ، طبعة بولاق ٢ / ٥٥ ، وشرح ابن أبي الحديد ١ / ١٥٨ ـ