استأذن عثمان في أن يذهب إلى مصر للغزو فأذن له فأخذ هناك يؤلب الناس على عثمان ثمّ وثب على خليفة عبد الله بن سعد بمصر وأخرجه منها وبايعه أهل مصر بالإمارة ، ولمّا استخلف عليّ أقره عليها فبقي عليها حتّى سار إليه معاوية عند مسيره إلى صفين ، فخرج إليهم محمّد ومنعه من دخول الفسطاط ثمّ تصالحوا على أن يخرج محمّد بن أبي حذيفة ومن معه آمنين فخرج محمّد وثلاثون رجلا فغدر بهم معاوية وحبسه في سجن دمشق ثمّ قتله رشدين مولى معاوية! وكان محمّد ممّن أدركوا صحبة الرسول (١).
د ـ محمّد بن طلحة بن عبيد الله ، وامّه حمنة بنت جحش ، كنيته أبو سليمان ، ولد في عصر الرسول (ص) ، وقتل يوم الجمل فمرّ عليه عليّ وقال : أبوه صرعه هذا المصرع ، ولو لا أبوه وبرّه به ما خرج ذلك المخرج (٢).
عود على بدء
قال ابن أعثم : جاء إلى المدينة وفد من أشراف مصر يشكون عاملهم عبد الله بن سعد بن أبي سرح ، فدخلوا مسجد الرسول ، فرأوا فيها جماعة من أصحاب رسول الله (ص) من المهاجرين والأنصار ، فسلّموا عليهم ، فسألتهم الصحابة عمّا أقدمهم من مصرهم ، فقالوا : ظلم والينا ، وفساده ، فقال لهم عليّ : لا تعجلوا في أمركم ، واعرضوا على الإمام شكواكم ، فلعل عاملكم عمل برأيه فيكم. اذهبوا إلى الخليفة واشرحوا له ما ساءكم من عاملكم ، فإن أنكر عليه وعذله أصبتم بغيتكم ، وإن لم يفعل وأقرّه على ما هو عليه ؛ رأيتم أمركم ، فدعا له المصريون وقالوا : أصبت القول فنرجو أن تحضر مجلسنا عنده ، فقال : لا حاجة
__________________
(١) راجع تاريخ الطبري وابن الأثير في حوادث سنة ٣٠ ـ ٣٦ ؛ وترجمته في الاستيعاب ٣ / ٣٢١ ـ ٣٢٢ ، الترجمة رقم ٩٩١ ؛ وأسد الغابة ٤ / ٣١٥ ؛ والإصابة ٣ / ٥٤.
(٢) راجع ترجمته في الطبقات ٥ / ٣٧ ـ ٣٩.