بأستار الكعبة. ففرّ عبد الله إلى عثمان فغيّبه حتى أتى به إلى رسول الله (ص) فاستأمنه له ، فصمت رسول الله (ص) طويلا ثمّ قال : نعم ، فلمّا انصرف عثمان قال لمن حوله : ما صمتّ إلّا ليقوم إليه بعضكم فيضرب عنقه ، فقالوا : هلّا أومأت إلينا ، فقال : إنّ النبيّ لا ينبغي أن يكون له خائنة الأعين.
ولّاه عثمان مصر سنة ٢٥ ه ، وعزل عنها عمرو بن العاص ففتح إفريقيا فأعطاه عثمان خمس غنائم الغزوة الاولى ، وبقي أميرا على مصر حتّى سنة ٣٤ حيث ثار ابن أبي حذيفة في مصر ، فمضى إلى عسقلان فأقام بها حتّى قتل عثمان. وتوفّي سنة ٥٧ أو ٥٩ (١).
ب ـ محمّد بن أبي بكر عبد الله بن أبي قحافة عثمان ، وأمّه أسماء بنت عميس الخثعميّة كانت تحت جعفر وتزوجها أبو بكر بعد وفاة جعفر بن أبي طالب فولدت له محمّدا في طريقهم إلى مكّة في حجة الوداع ، ولمّا توفّي أبو بكر تزوجها عليّ فنشأ محمّد في حجر عليّ وكان ربيبه ، شهد مع عليّ الجمل وصفين ، ثمّ ولّاه مصر فدخلها في الخامس عشر من شهر رمضان سنة ٣٧ ، فجهّز معاوية عمرو بن العاص إلى مصر سنة ٣٨ ، فتغلّب عليه وقتله معاوية بن خديج صبرا وأدخلوا جثته في بطن حمار ميّت وأحرقوه (٢).
ج ـ أبو القاسم محمّد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة القرشي العبشمي ، وأمّه سهلة بنت سهيل بن عمرو العامرية ، ولد بأرض الحبشة على عهد رسول الله (ص) واستشهد أبوه أبو حذيفة باليمامة فضمّ عثمان ابنه هذا إليه وربّاه.
__________________
(١) الاستيعاب ٢ / ٣٦٧ ـ ٣٧٠ ؛ والإصابة ٢ / ٣٠٩ ـ ٣١٠ و ١ / ١١ ـ ١٢ ؛ وأسد الغابة ٣ / ١٧٣ ـ ١٧٤ ؛ وأنساب الأشراف ٥ / ٤٩ ؛ والمستدرك ٣ / ١٠٠ ؛ والمفسّرون كالقرطبي وغيره في تفسيرهم الآية ٩٣ من سورة الأنعام ؛ وابن أبي الحديد ١ / ٦٨.
(٢) رواه المؤرّخون في ذكرهم حوادث سنة ٣٠ و ٣٨ ه ، وبترجمته في الاستيعاب وأسد الغابة والإصابة.