فنحن أرباب ناعط ولنا |
|
صنعاء والمسك في محاربها |
وكان منّا الضحّاك يعبده الـ |
|
ـ خابل والطير في مساربها |
ويقول فيها يهجو نزارا :
واهج نزارا وافر جلدتها |
|
وكشف الستر عن مثالبها(١) |
* * *
كان ذلك من خصائص المجتمع الإسلامي في جانب أفراد الامّة الإسلامية. ومن جانب الخلفاء اشتدّت المنافسة بين خلفاء بني العباس وذرّيّة الإمام عليّ بدءا بزمان المنصور ، وأثّر ذلك في ما بقي من ذلك العصر من تراث علمي وأدبي كما يوضح ذلك بعض الأمثلة الّتي نوردها في ما يأتي بإذنه تعالى :
قال الخليفة العباسي ابن المعتزّ (ت ٢٩٦ ه) يخاطب ذرية الإمام عليّ :
يا بني عمنا إلى كم وحتى |
|
ليس ما تطلبونه يستقيم |
أأبو طالب كمثل أبي الف |
|
ـ ضل أما منكم بهذا عليم |
سائلوا مالكا ورضوان عن ذا |
|
أين هذا وأين هذا مقيم |
يقصد أنّ أبا الفضل مقيم في الجنّة وأبا طالب مقيم في النار على حدّ زعمه ، وقال :
دعوا آل عباس وحق أبيهم |
|
وإيّاكم منهم فإنّهم هم |
يقصد وحق أبيهم العباس في خلافة الرسول (ص) الّتي ورثوها منه ، وقال :
أبى الله إلّا ما ترون فما لكم |
|
عتاب على الأقدار يا آل طالب |
عطيّة ملك قد حبانا بفضله |
|
وقدّره ربّ جزيل المواهب(٢) |
(١) ناعط : قصر بالقرب من عدن باليمن ، والخابل : الجنّي ، الشّيطان ، والمسارب : جمع المسرب : وهو الطريق أو المسلك ، وافر : أي واقطع.
(٢) ديوان ابن المقفع ، دار صادر ، بيروت ، ص ١٦ و ٥١.