وأقلوا الرواية عن محمّد وأنا شريككم). وكان من الولاة الّذين أوصاهم بذلك :
أ ـ أبو موسى الأشعري ، كما رواه ابن كثير في تاريخه وقال : لما بعث أبا موسى إلى العراق قال له : إنك تأتي قوما لهم في مساجدهم دوي بالقرآن كدوي النحل فدعهم على ما هم عليه ولا تشغلهم بالأحاديث وأنا شريكك في ذلك ، قال ابن كثير : (وهذا معروف عن عمر) (١).
ب ـ قرظة بن كعب الّذي قال ما موجزه : لما سيّرنا عمر إلى العراق خرج يشيّعنا وقال لنا ـ خارج المدينة ـ : إنّكم تأتون أهل قرية لهم دويّ بالقرآن كدويّ النحل ، فلا تصدوهم بالأحاديث عن رسول الله (ص) وأنا شريككم! قال قرظة : فما حدّثت بعده حديثا عن رسول الله (ص) ، وكان إذا قالوا له : حدّثنا ، يقول : نهانا عمر.
ونكل بصبيغ بن عسل من أشراف قبيلة تميم حيث كان يدور في الأجناد ، الكوفة والبصرة يسأل عن تفسير آيات القرآن حتى بلغ جند الاسكندرية فأخبر والي الاسكندرية عمرو بن العاص الخليفة بذلك فطلب منه إرساله إلى المدينة ، فلمّا اخبر الخليفة بوصوله ، أحضر رطائب من جريد نخل وضربه حتى دمي رأسه فقال : يا أمير المؤمنين! حسبك قد ذهب الّذي كنت أجده ، ثمّ تركه حتى برئ ثمّ عاد حتّى اضطربت الدماء في ظهره ثمّ تركه حتّى برئ.
وفي الثالثة قال له صبيغ : إن كنت تريد قتلي فاقتلني قتلا جميلا وإن كنت تريد أن تداويني فقد والله برئت (٢). أرسله على قتب إلى أبي موسى الأشعري وكتب ألّا يجالس صبيغا وأن يحرم عطاءه ورزقه. قال الراوي : فلو جاءنا ونحن
__________________
(١) تاريخ ابن كثير ٨ / ١٠٧.
(٢) سنن الدارمي ١ / ٥٤ ـ ٥٥ ؛ وتفسير آية (الذاريات) بتفسير القرطبي والإتقان للسيوطي. وقد مرّت مصادره مفصّلا.