بكر في زمانه ، والثانية لعثمان في زمانه.
أمّا الأوّل فكان لئلّا يذهب القرآن بذهاب القرّاء ... وأمّا جمعه في زمان عثمان ، فكان لأجل الاختلاف الواقع بين الناس في القراءة ، فجمع في المصاحف ليرسل إلى الآفاق حتّى يرفع الاختلاف ...).
قال المؤلّف :
يبقى سؤال يوجّه إلى ابن العربي وهو :
إذا كان القرآن قد جمع على عهد أبي بكر ، وافتقدوا يومئذ آخر سورة التوبة ووجدوها عند ابن خزيمة ، وانتهى بذلك كتابة المصحف ، وكان عند أبي بكر ثمّ عمر ، ثمّ أخذ عثمان المصحف من حفصة واستنسخه.
فكيف إذا فقدوا آية من الأحزاب ، ووجدوها عند خزيمة بن ثابت الأنصاري؟!
والمورد الثاني ممّا نذكر من كلامهما ما يأتي ، قال ابن العربي :
(قال ابن الطيب : يشبه أن يكون هذا الخبر موضوعا ، لأنّه قال فيه : أنّ زيدا وجد الضائع من القرآن عند رجلين ، وهذا بعيد ، أن يكون الله قد وكّل حفظ ما سقط وذهب من الأجلّة الأماثل من القرآن برجلين : ابن خزيمة وأبي خزيمة.
قال القاضي (١) : قد بيّنا أنّه يجوز أن ينسى الرجل الشيء ، ثمّ يذكره له آخر ، فيعود علمه إليه ، وليس في نسيان الصحابة كلّهم إلّا رجل واحد استحالة عقلا ، لأنّ ذلك جائز ، ولا شرعا ، لأنّ الله ضمن حفظه ، ومن حفظه البديع أن تذهب منه آية أو سورة إلّا عن واحد فيذكره ذلك الواحد ، فيتذكره الجميع ، فيكون ذلك من بديع حفظ الله لها ، يقال له ـ أيضا ـ هذا حديث صحيح متّفق
__________________
(١) يقصد نفسه ، أي : ابن العربي.