جديرا بالتفنيد ، فنحكي ألفاظه بعينها ، ونتبعها بما يزيح تمويهها ويجتث فسادها من منبته.
وقبل أن نخوض في هذه المباحث مع صاحب الكتاب يجب أن تعلم بأن الّذي يجب تحكيمه بيننا وبينه هو آيات كتاب الله البينات ، وأحاديث رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الجياد التي اتفق الفريقان على صحتها أو ما يشهد لصحته من صحيحها ، ونجعل ذلك أصولا موضوعة نرجع إليها في قطع الخصومة ورفع النزاع ، إذ لا مرجع إلاّ إليهما لاتفاق الخصمين على قبولهما ، فبهما تقوم الحجّة على المتناظرين كما تقوم الحجّة على أحدهما فيما تثبت صحته في مذهبه وإن لم يكن صحيحا عند خصمه الآخر لكونه حجة عنده يلزمه العمل على طبقه ، وكلّ دليل لم يكن من هذا النوع فهو تضليل ساقط لا قيمة له.
ونحن لا نسلك في اقتناص الحقيقة غير هذا الطريق ، ولا ننحو في طلب الحق غير هذا المنحا ، وهو الكفيل في الحصول عليه لا سواه.
ويجدر بنا قبل أن نخوض في تزييف هذه المزاعم أن نذكر للقارئ صورة صغيرة من عقائد الشيعة توقفه على حقيقة أمرها في طي تمهيد يتضمن ثلاثة مباحث :
المبحث الأول : في معنى الشيعة الإثني عشرية.
المبحث الثاني : في ما تعتقده الشيعة من الأصول.
المبحث الثالث : في اعتقاد الشيعة في الفروع.