لا نحرك له قلما ، ولا نضيّع في سبيله ورقا ولو لا خشية أن تنطلي بمر الأيام على أذهان البسطاء فيحسبوها يوما ما كحقائق راهنة لها أثرها وقيمتها.
إذ من المؤكد أن الأكاذيب الملفقة ، والحكايات المموهة إذا تناولتها الأقلام بالضبط لا بد أن تصبح يوما ما كحقائق عند الزعانف والأغرار ، لذا ترى كثيرا من الناس مخدوعين بتلك المفتريات التي ألصقوها بالشيعة ، دون أن يشعروا بما يفرضه العقل عليهم من التثبت والتحقيق تجاه تلك الأضاليل والتشنيعات الشائنة ، خاصة إذا كانت مخالفة للعيان والوجدان.
فالمذهب الشيعي عند الآلوسي مؤسس على الكيد والخداع ، وملفق من اليهودية والنصرانية ، والمجوسية والخارجية ، بل مؤسس على الكفر والإلحاد ، والزندقة والعناد ، والشيعة أنفسهم كافرون منافقون ، يكتبون بعض الكتب وينسبونها إلى أعلام السنّة ، ومع ذلك فهم كذابون ضالّون ، يضعون الأحاديث في المسانيد ، ولا يتوقفون عن الإنتصار لمذهبهم بكلّ وسيلة يأملون من خلالها إظهار مذهبهم وإن كانت لا صلة بينها وبين الحق أبدا ، فهم يضعون الأحاديث التي توافق فكرتهم وينسبونها إلى مشاهير علماء أهل السنّة ، وبهذا أضلّوا كثيرا من أهل السنّة ، بل وقد انخداع الكثير من أعلام أهل السنّة بهذا التمويه والخداع ، وهم يضعون على لسان عليّ عليهالسلام ما من شأنه الكذب ، وهم الّذين استفادوا مذهبهم بدون واسطة من رئيس المضلّين إبليس اللّعين ، وكانوا منافقين جهروا بكلمة الإسلام وأضمروا في بطونهم عداوة أهله ، وتوصلوا بذلك النفاق إلى الدخول في زمرة المسلمين ، كلّ ذلك مما سجله الآلوسي على الشيعة ونسبه إلى مذهبهم ، على أننا لم نذكر سائر كلماته التي كلّها على هذا النمط.
وسأوضح لك أيها القارئ ما اشتمل عليه كتابه وأدلته التي هي أو هي من بيت العنكبوت ، وإنه لأوهن البيوت ، وكيف أنه لم يحو سوى التناقض القبيح ، وكيف أنه لم يقصد من ورائه إلاّ التضليل وإثارة الفتنة المائتة ، وإهاجة الضغائن الهادئة ، تلميحا تارة وتصريحا أخرى ، وطريقتي في نقده هو أني أضع ملخص ما تناوله من المباحث المهمّة والمواضيع التي تستحق المناقشة ثم نعود إلى ما نراه