الانتقام ، ويولدون فيهم روح الحط من كرامة الآخرين والنيل منهم ، ويوحون إليهم زخرف القول ، ويموهون عليهم الحقائق بألسنة المكر والخداع ليصدوهم عن دين الله ، أولئك الّذين شغفهم حبّ الذات ، وطاب لهم التبصبص حول العروش والتيجان ، فهم يتفانون في سبيل أطماعهم والاحتفاظ بوضعهم ، فيبيعون الأمة بالثمن القليل من رواد المنافع والأصفر الرنان ، لهم أضرّ على أمتنا من عدو الله إبليس اللّعين ، والعالم المخادع أضر على العالم من الشياطين.
إننا نمقت كلّ من يحيد عن طريق الحقّ ، وينحرف عن جادّة الصواب إزاء حبّ الإثرة والأطماع ، ونسمهم بسمات أهل الزيغ ، ونسجلهم في سجل المشاغبين وصحائف أهل البغي والضلال.
فها هي ذي كتب الشيعة الإمامية (١) مملوءة بالأدلة المفندة لآراء مخالفيهم ، ومشحونة بالبراهين القويّة التي تزيّف مزاعم خصومهم ، وتقلعها من جذورها ، وتقطعها من أصلها ، وقد ملأت الخافقين على كثرتها ، فليتصدّ من يروم التصدي للردّ عليها وتفنيدها بالأدلة المقبولة لا بالمفتريات والطعون الكاذبة والآراء الزائفة التي كانت تدلي بها عقول أناس لم يتفقهوا في الدين ، ولم يعرفوا شيئا من أصوله وفروعه ، الّذين ركبوا بغلة العناد ، وأخذوا بزمام التعصب ، وتسربلوا بسربال المكابرة ، وانصرفوا لوحي شياطين الإنس ، واندفعوا بمؤثراتها ، لا يعرفون باب الهدى ليدخلوا منه ، ولا باب العمى فيبتعدوا عنه.
نحن وأيم الله قوم نحترم الدليل ، ونستضيء بنور البرهان ، ونجلّ الأحاديث النبوية المتفق عليها بين الأمة ، ونحتج بها على خصمائنا في إثبات أقوالنا ، ونبرهن على صحتها بدلالتها ، ونعرب عن جميل أصلها بحسن فرعها ، فهلموا إلينا بما لديكم من حجج وأدلة مقبولة عند أهل النظر ، ومعتبرة عند أهل العرفان لنذعن للحقيقة والصواب ، أما أنكم تسيرون على طرق معوجة ، وخطوط متعرجة ، وتدلون علينا بالمفتريات ، والشتم والسباب ، فذلك ما نحن عنه بمعزل
__________________
(١) الشيعة الإمامية هم الذين يقولون بإمامة اثني عشر إماما ، تسعة من ولد الإمام الحسين عليهالسلام كما نصّت عليه أحاديث الفريقين المتواترة.