وقال الشيخ أبو محمّد الحسن بن موسى النوبختي : أصول الفرق أربع فرق ـ وعدّ منهم الشيعة ـ وقال : فالشيعة هم فرقة عليّ بن أبي طالب عليهالسلام المسمون بشيعة عليّ في زمان النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وما بعده كانوا معروفين بانقطاعهم إليه والقول بإمامته ، منهم المقداد بن الأسود ، وسلمان الفارسي ، وأبو ذر جندب بن جنادة الغفاري ، وعمار بن ياسر ومن وافق مودّته مودّة عليّ ، وهم أول من سمي باسم التشيع في هذه الأمة ؛ لأن اسم التشيع قديما كان لشيعة إبراهيم عليهالسلام وهكذا قال أبو حاتم سهل بن محمد السجستاني في كتاب الزينة.
فهذه كلمات أساطين أهل اللّغة ، وتلك السنّة النبوية الشريفة تلوناهما عليك لتعلم أن الشيعة هم فرقة عليّ بن أبي طالب عليهالسلام المسمون بشيعته في زمن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وما بعده ، وأن القول بتفضيل علي عليهالسلام وموالاته الذي هو معنى التشيّع كان موجودا في عصر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم واستمر إلى اليوم ، وأنهم إنما سموا بهذا الاسم لأنهم شايعوا عليّا عليهالسلام وبنيه عليهمالسلام وتابعوهم وأطاعوهم لأن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أمر بطاعتهم ، وكان صلىاللهعليهوآلهوسلم ينظر إليهم بعين خاصة وجعلهم ولاة الأمر بعده.
فإذا كانت الشيعة قوما يهوون هوى عترة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ويوالونهم ، ومعروفين بانقطاعهم إليهم عليهمالسلام والقول بخلافتهم بعد سيّدهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فلما ذا يا ترى حكم هذا الآلوسي عليهم بالكفر؟ والغريب منه زعمه أنه من شيعة عليّ عليهالسلام في ص : (٢٥) من وريقاته! وهو قد حكم بكفر شيعته دون أن يشعر بأنه صار هو بذلك كافرا! بل ترقى وزعم أنه من المنتسبين إلى السلالة الحسينية الطاهرة وهو يدين بدين أعدائهم ومريدي إطفاء نورهم من الّذين تقدموا عليهم ودفعوهم عن مراتبهم التي رتبهم الله تعالى فيها ، لذا كان من الحقيق بنا أن نقول فيه وفي غيره من المتطفلين على أهل البيت عليهمالسلام المنقطعين إلى مناوئيهم الألداء
__________________
نفسه ، والخطيب في تاريخ بغداد : ٤١٧ من جزئه الثامن ، وابن عبد البر في ترجمة عليّ عليهالسلام من الاستيعاب : ٤٧٢ و ٤٧٤ من جزئه الثاني ، وغيرهم من حفاظ أهل السنة عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : ( يا عليّ لا يحبّك إلاّ مؤمن ، ولا يبغضك إلاّ منافق ).