القرآن ، فهذا ابن خلكان يحكى لنا في ترجمته من وفيات الأعيان ( ص : ١١٢ ) من جزئه الثاني ، والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ( ص : ١٦١ ) من جزئه الثالث عشر ، عن الإمام الشافعي ، أنه قال : ( الناس كلّهم عيال على ثلاثة : على مقاتل بن سليمان ، في التفسير ... ).
ويقول أبو حاتم في ترجمة مقاتل من وفيات الأعيان ( ص : ١١٣ ) من جزئه الثاني : ( كان مقاتل يأخذ علم القرآن من اليهود والنصارى الّذي يوافق كتبهم ، وكان مشبّها يشبّه الربّ بالمخلوقين ، قال : وكان مع ذلك يكذّب بالحديث ).
وقال أبو حنيفة إمام الآلوسي في ترجمة مقاتل من ميزان الاعتدال للذهبي ( ص : ١١٩ ) من جزئه الثالث : ( وأفرط مقاتل حتى جعل الله مثل خلقه ).
وهذا مذهب جماعة من أصحاب الحديث من خصوم الشيعة يعرفون بالحشوية ، وقد ذكرهم الشهرستاني في الملل والنحل بهامش الجزء الأول من الفصل لابن حزم في الأشاعرة ( ص : ١١٩ ) وصرّح بأنهم من محدثي خصماء الشيعة ، وذكر منهم : ـ نصر ، وكهمش ، وأحمد الهجيمي وغيرهم ، في ص : (١٣٩).
وقالوا أيضا : ( إن معبودهم جسم ولحم ودم وله جوارح وأعضاء من يد ورجل ورأس وغير ذلك ، وأنه أجوف من أعلاه إلى صدره ومصمد فيما سوى ذلك ، وأن له وفرة سوداء وشعرا قططا ، حتى قالوا إنه بكى على طوفان نوح إلى أن رمدت عيناه فعادته الملائكة ، وأن العرش ليئط من تحته كاطيط الرحل الجديد ).
ويقول الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ( ص : ٥٨ ) من جزئه الثامن : ( إن الكرسي الّذي يجلس عليه الربّ ما يفضل منه إلاّ قدر أربع أصابع ، وأنه ليئط من تحته كاطيط الرحل الجديد ) ولم يحكم بضعفه ، وقد جرت سيرته على تضعيف ما هو ضعيف مما يحكيه فيه.
فالحديث الّذي لم يتعرض لضعفه إما حسن أو صحيح أو جيد أو قوي وكلّها حجّة عند أهل السنّة ، وكيف يمكنه أن يحكم بضعفه وقد أخرج بمعناه شيخهم وإمامهم في الحديث البخاري في صحيحه على ما تقدم ذكره من مجيء