فالأحاديث المذكورة لا تريد بالخلفاء الإثني عشر كلّهم من قريش إلاّ الأئمة الإثنا عشر من عترة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أهل بيته عليهمالسلام كما تقول الشيعة ولا تنطبق على غيرهم مطلقا ، لأن أحدا لم يقل بانحصار الخلفاء في إثني عشر سواهم ، فإن أئمتهم أئمة أهل البيت عليهمالسلام الّذين عناهم النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بهذه الأحاديث وغيرها لا يزيدون على إثني عشر إماما فيتعيّن فيهم ويختص ذلك بهم فلا يدخل معهم في ذلك داخل ، لا سيّما إذا لا حظنا قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( حتّى تقوم السّاعة ) التي هي عبارة أخرى عن قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم في حديث الثقلين : ( ولن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ) فوجب أن يكون المراد من قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( إثنا عشر خليفة كلّهم من قريش ) ولو بقرينة ما في حديث الثقلين وغيره هم الأئمة الإثني عشر من آل النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم الّذي جعل الهدى باتباعهم والضّلال في خلافهم.
فالشيعة يقولون ويعتقدون كما يقول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ويعتقد ، أن الأئمة بعده صلىاللهعليهوآلهوسلم إثنا عشر إماما ، فأول أئمة الشيعة هو سيّد أهل البيت عليهمالسلام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ثم من بعده سبط النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم الأول الحسن بن عليّ عليهالسلام ثم من بعده سبط النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم الثاني الحسين بن عليّ عليهالسلام ثم من بعده عليّ بن الحسين زين العابدين عليهالسلام ثم من بعده ابنه الباقر محمّد عليهالسلام ثم من بعده ابنه الصّادق جعفر عليهالسلام ثم من بعده ابنه الكاظم موسى عليهالسلام ثم من بعده ابنه الرضا عليّ عليهالسلام ثم من بعده ابنه التقيّ الجواد محمّد عليهالسلام ثم من بعده ابنه النقي الهادي عليّ عليهالسلام ثم من بعده ابنه الحسن العسكري عليهالسلام ثم من بعده ابنه الحجّة محمّد المهدي عليهالسلام.
فهؤلاء إثنا عشر إماما كلّهم أئمة الشيعة يوالونهم وينقطعون إليهم ويعتقدون خلافتهم بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم واحدا بعد واحد كما جاء التنصيص عليهم من النبيّ الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ويتبعونهم في أمورهم كافّة سواء أكانت اعتقادية أم فرعية عملية