ووارث ، وإن وصيّي ووارثي عليّ بن أبي طالب ) ثم قال : إنه كذب ، وزعم أن شريكا لا يحتمله ، وقال : إن محمّد بن حميد الرازي ليس بثقة ).
ولكن الذهبي لم يعتدل هنا في ميزانه إذ حكم بكذب هذا الحديث دون أن يعقبه بما يكون تبريرا له عما رماه به من الكذب سوى قوله : إن شريكا لا يحتمله ، مع أن كلا من الإمام أحمد بن حنبل ، والبغوي محيي السنّة عند أهل السنّة ، وابن جرير وابن معين إمام الجرح والتعديل عندهم وغير هؤلاء من طبقتهم قد حكموا بوثاقة محمّد بن حميد ورووا عنه فهو شيخهم في الحديث ، فالرجل غير متهم بالرفض ولا بالتشيّع وإنما هو من سلف الذهبي فلا وجه لاتهامه في الحديث إلاّ بغض الوصيّ وآل النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وأخرج الطبراني في معجمه الكبير وهو الحديث : (٢٥٧٠) من أحاديث كنز العمال في نهاية ص : (١٥٥) من جزئه السادس ، بالإسناد إلى سلمان الفارسي ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( إن وصييّ وموضع سري وخير من أترك بعدي ينجز عدتي ويقضي ديني عليّ بن أبي طالب عليهالسلام )
والحديث نصّ في أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم وصيّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وإمام أمته بعده.
وأخرج الحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء ، ونقله عنه ابن أبي الحديد المعتزلي في ص : (٢٥٠) من المجلد الثاني من شرح نهج البلاغة ، عن أنس قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( يا أنس أول من يدخل عليك هذا الباب إمام المتقين ، وسيّد المسلمين ، ويعسوب الدين ، وخاتم الوصيّين ، وقائد الغرّ المحجّلين ، قال أنس : فجاء عليّ ، فقام إليه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مستبشرا فاعتنقه ، وقال له : أنت تؤدّي عنّي ، وتسمعهم صوتي ، وتبيّن لهم ما اختلفوا فيه من بعدي ).
وأخرج الطبراني في معجمه الكبير بالإسناد إلى أبي أيوب الأنصاري ، وهو الحديث : (٢٥٤١) من أحاديث كنز العمال ص : (١٤٣) من جزئه السادس ، عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : ( يا فاطمة أما علمت أنّ الله عزّ وجلّ اطّلع على أهل الأرض فاختار منهم أباك فبعثه نبيّا ، ثم اطّلع ثانية فاختار بعلك ، فأوحي إليّ فأنكحته واتخذته وصيّا ).