وعرفت أن فاطمة عليهاالسلام ماتت وهي غضبى عليه (رض) فيما سجّله البخاري في آخر ص : (١٢٣) في باب فرض الخمس من صحيحه ، كما أنه أخرج في ص : (١٩٨) من جزئه الثاني من صحيحه في باب مناقب قرابة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ومنقبة فاطمة بنت النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : ( فاطمة بضعة منّي فمن أغضبها أغضبني ) (١).
وأخرج أيضا في أول صفحة : (١٧٦) من صحيحه في باب ذبّ الرجل عن ابنته ، أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : ( فاطمة بضعة منّي يريبني ما يريبها ، ويؤذيني ما يؤذيها ) (٢).
وفي القرآن يقول الله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ ) [ الأحزاب : ٥٧ ] فراجع ثمة حتّى تعلم صحة موتها غضبى عليه ، فإذا كان هذا ثابتا في أصح الكتب عند خصوم الشيعة فليخبرنا الآلوسي عن برهان بطلان ما قاله خصمه الشيعي في بطلان خلافة المستخلّفين بعد النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ) [ البقرة : ١١١ ].
السادس : قوله : « وجماعة ممن ضعف إيمانهم من أهل النفاق وهم قتلة عثمان وهم أتباع عبد الله بن سبأ ».
فيقال فيه : ما برح الآلوسي يضرب على طنبور ابن سبأ ، ويرينا نغمة أخرى من نغماته التي يحاول بها عبثا أن يثبت أنّ الّذين قتلوا عثمان هم أتباع تلك
__________________
(١) وأخرجه أيضا في ص : (٢٠٢) من صحيحه في باب مناقب فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عن المسور بن مخرمة ، وأخرجه مسلم في صحيحه ص : (٢٩٤) من جزئه الثاني في باب فضائل فاطمة بنت النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وأخرجه أحمد بن حنبل في ص : (٣٢٣) من مسنده من جزئه الثالث.
(٢) وأخرجه الترمذي في سننه ص : (٢٢٧) وصححه ، وكلّ هذه الأحاديث متواترة بين الفريقين لا يخالف فيها اثنان من أهل الإسلام ، وحينئذ فلا يصح في الشرع ولا عند العقل خلافة النبوّة للمغضوب عليه من الله ورسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم أرأيت كيف صح الاستدلال بما وقع بين فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وبين أبي بكر (رض) على عدم صحة خلافته بعد النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم.