آذى الله ) (١) وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم فيه عليهالسلام : ( من آذى عليّا بعثه الله يوم القيامة يهوديّا أو نصرانيا ) (٢).
ويقول المحبّ الطبري في الرياض النضرة ( ص : ١٧٧ ) من جزئه الثاني ، والحاكم في الصحيح من مستدركه على شرط الشيخين ( ص : ١٢٩ و ١٣٨ ) من جزئه الثالث ، وابن الصبّاغ المكّي المالكي في الفصول المهمة ( ص : ١٢٣ ) بأسانيدهم الصحيحة عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال في عليّ عليهالسلام : ( أنه إمام البررة ، قاتل الفجرة ، منصور من نصرة ، مخذول من خذله ) فلو كان مقاتلوه في يوم الجمل وصفين مجتهدين مخطئين فيكونوا بذلك معذورين في قتالهم له عليهالسلام ولهم أجر واحد على اجتهادهم ـ طبعا ـ على زعم المخبولين ، لكان قول النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في مقاتليه إنهم مخذولون فجرة كذبا باطلا ، والقول بكذب النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم مروق عن الدين بإجماع المسلمين.
الحادي عشر : كيف يصح لمن له عقل أو شيء من الدين أن يزعم أن قتال القاسطين والناكثين لعليّ أمير المؤمنين عليهالسلام لا ينافي كونهم محبّين له عارفين فضله ـ كما يزعم ذلك الآلوسي؟ ـ وهب أن ذلك كان لشبهة قويّة عند المقاتل أوجبت عليه القتال إلاّ أن ذلك يمنع من بقاء المحبة ويمنع من تعظيمه ، الأمر الّذي أوجب عليه أن يقاتله ويستحلّ لأجله دمه ، ولو فرضنا ـ على سبيل فرض المحال ليس بمحال ـ وجود شيء من التعظيم والمحبّة له عند مقاتليه قبل ذلك ، فإنهما يزولان قطعا بالإقدام على قتاله واستحلال قتله ، وهذا شيء في الوضوح تكاد تراه بباصرة عينك إن لم تكن عليها غشاوة التعصب للباطل البغيض.
الثاني عشر : يقول أمناء الحديث والتأريخ عند أهل السنّة ، قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( يا عليّ لا يحبّك إلاّ مؤمن ولا يبغضك إلاّ منافق ) (٣) فعلى ضوء هذا
__________________
(١) أخرجه السيوطي في جامعه الصغير ( ص : ١٣٥ ) من جزئه الثاني ، والحاكم في مستدركه ( ص : ١٢٧ ) من جزئه الثالث ، وصححه على شرط البخاري ومسلم.
(٢) أخرجه أحمد في مسنده ، وحكاه عنه العقيلي في ( ص : ٦٧ ) من نصائحه الكافية من جزئه الأول.
(٣) أخرجه مسلم في صحيحه ( ص : ٦٠ ) في باب الدليل على حبّ الأنصار وعليّ من الإيمان ، من جزئه الأول من كتاب الإيمان ، وابن حجر العسقلاني في إصابته ( ص : ٢٧١ ) من جزئه الرابع في ترجمته ـ