أو يذكر لنا رواية واحدة متفق عليها تدلّ على صحة مزعمته ، ولكن ما برح الآلوسي في كتابه يكذّب على الله وعلى رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم وعلى أهل بيته فينسب إليهم الكذب والزور انتصارا لمذهبه ، ولا خير في مذهب إذا نفخت عليه يكاد يذوب ، وقد تقدّم منّا دلالة الكتاب والسنّة والعقل وإجماع العقلاء جميعا على قبح تقديم المفضول المحتاج إلى التكميل على الفاضل الكامل ، وأنه ليس من الدين والعقل تقديم المستخلّفين بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على عليّ أمير المؤمنين عليهالسلام الذي علّم النّاس العلوم كلّها ورجع الصّحابة كلّهم إليه في كشف الأمور وحلّ معضلاتها حتّى قال عمر (رض) في عدّة مواطن : ( لو لا عليّ لهلك عمر ) (١) وكان يقول : ( لا أبقاني الله لمعضلة ليس فيها أبو الحسن ) الّذي قال فيه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( أنا مدينة العلم وعليّ بابها ، ومن أراد العلم فليأت الباب ) وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم فيه : ( يا عليّ لا يحبّك إلاّ مؤمن ولا يبغضك إلاّ منافق ) وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم فيه : ( عليّ مع القرآن والقرآن مع عليّ ).
الّذي اختاره الله تعالى زوجا لسيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليهاالسلام بنت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من دون غيره من أصحابه ليرى الناس أنه لا كفء لها عليهالسلام سواه عليهالسلام من الأولين والآخرين ، الّذي قال فيه أئمة الحديث وأمناؤه عند أهل السنّة كالإمام أحمد بن حنبل ، فإنه قال : ما جاء لأحد من الفضائل ما جاء لعليّ عليهالسلام وكالإمام إسماعيل القاضي ، والنسائي ، وأبو عليّ النيسابوري فإنهم قالوا : لم يرد في حقّ أحد من الصّحابة بالأسانيد الحسان مثل ما جاء في عليّ عليهالسلام على ما سجّله الهيتمي في ص : (٧٢) في الفصل الثاني من الباب التاسع الّذي عقده في فضائل عليّ عليهالسلام من الصواعق المحرقة لابن حجر ، وقال الهيتمي نفسه ما لفظه : ( وهي كثيرة عظيمة شهيرة ) وبعد هذا حكى ما ذكره فيه عليهالسلام عمّن تقدّم ذكرهم من الحفاظ عند أهل السنّة.
__________________
(١) تجد هذا الحديث وما بعده في ترجمة عليّ عليهالسلام من الاستيعاب ، والرياض النضرة ، ومستدرك الحاكم والذهبي في تلخيصه ، والإصابة لابن حجر العسقلاني وغيرهم ممن جاء على ذكره عليهالسلام من مؤرخي أهل السنّة وحفاظهم.