__________________
وانتقده المحقق الإصفهاني قدسسره قائلا :
ومن غريب الكلام ما عن بعضهم من قصر التفقّه في الدين على العلم بدقائق الدين ممّا يتعلق بأسرار المبدء والمعاد وتبليغ الدعوة والنبوّة وأشباه ذلك مما يطلب فيه العلم دون الأحكام الشرعيّة العمليّة. وفي أخبار الأئمة عليهمالسلام شواهد كثيرة على صدق التفقّه على تعلّم الحلال والحرام فليراجع.
مع أن صريح الآية إنذار النافرين للمتخلّفين أو بالعكس ، لا تبليغ الدعوة إلى عامة الناس ونشر أعلام الهداية في البلاد النائية كما توهّمه هذا المتوهّم فافهم واستقم » انتهى.
أنظر نهاية الدراية : ج ٣ / ٢٣٨.
* * *
* وذكر الميرزا النائيني قدسسره :
« أن التفقه في الحلال والحرام وإن كان مما يحتاج إلى إعمال النّظر والدقّة إلاّ ان التفقّه في الصدر الأوّل لم يكن بحاجة إلى أكثر من إثبات الصدور واختلاف محقّق التفقّه باختلاف الأزمنة لا يوجب اختلافا في مفهومه وعليه : فكما يصدق الفقيه على العارف بالأحكام الشرعية بإعمال النظر والفكر كذلك يصدق على العارف بها من دون ذلك حقيقة.
كما ان لفظ « الإنذار » وان كان ينصرف إلى ذكر عوالم البرزخ والنار وأمثالها كما هو شأن الوعّاظ إلاّ انه انصراف بدوي لا يوجب اختصاص اللفظ به. وعليه : فالإنذار في الآية أعم منه ومن الإنذار التبعي الضمني الملازم لبيان الواجبات والمحرّمات.
ثم إن قوله تعالى : ( لِيَتَفَقَّهُوا ... ) ظاهر في العموم الإستغراقي وأن الإنذار إنما يكون