لامتناع رؤيته في غيبته (١) ولم يكن مأمورا بإخفائه وكتمانه أو كان مأمورا بإعلامه بحيث لا ينكشف حقيقة أمره فيبرزه في مقام الاستدلال بصورة الإجماع خوفا من التّكذيب والإذاعة والضّياع.
وربّما يكون العلم بقول الإمام كما ذكر هو الأصل في كثير (٢) من الزّيارات والأعمال المعروفة الّتي لا يوجد لها مستند ظاهرا ويحتمل أن يكون منشأها ذلك ؛ فيكون كإحدى الكيفيّات المعروفة للإستخارة بالسّبحة (٣) والدّعاء العلويّ المصريّ (٤) والدّعاء الّذي سمعه ابن طاوس في السّرداب الشّريف (٥) وما نقله
__________________
(١) وهل هذا إلاّ كلام متناقض؟! فإن الرؤية إذا كانت ممتنعة ـ كما هو ظاهر كلامه ـ فأي طريق يبقى للوصول إليه؟ إلاّ الأحلام التي هي ليست بحجة عند أهل العلم خصوصا في مثل هذا المقام ولا عبرة بها إلاّ عند العوام التي هي عندهم أفلام أقرب من أن تكون رؤى وأحلاما ، ولا نريد أن ننكر كون بعضها صادقة لكن أين هذا مما ذكره؟ فتبقى المكاشفة التي يدّعيها بعض الناس على أنها أيضا لا تخلو من كلام.
(٢) هذا كلّه مبني على إمكان اللقاء معه عجّل الله فرجه الشريف في أيّام الغيبة الكبرى كما عليه المشهور عمّن تأخّر من متأخّر المتأخرين ، خلافا لجماعة من الفحول ، على أنه لا يمكن المصير إليه حتى على هذا المبنى لوجوه ليس هاهنا محل ذكرها. والحقيقة إن القول بذلك ناشيء عن عدم الإحاطة بتراث أهل البيت عليهمالسلام في مثل هذه المقامات بل عدم الخبرة بل عدم الممارسة فيها.
(٣) وهي الّتي ذكرها صاحب الجواهر أعلى الله تعالى مقامه في : ج ١٢ / ١٦٤ ، ط دار الكتب الإسلاميّة وج ٤ / ٥٨٢ ط دار المؤرّخ العربي.
(٤) مهج الدعوات : ٢٨١ ط بوستان كتاب و ٣٣٦ ط الاعلمي بيروت ـ وليس فيه دعوى مشاهدة الإمام عليهالسلام ورؤيته أصلا بل الموجود فيه : انه رأى الامام بين اليقظة والمنام كرارا وهذا لا يعني اللقاء بل غايته رؤيا صادقة وعناية خاصة بذاك السيّد العلوي.
(٥) المصدر السابق : ٣٥٣ ط الأعلمي ـ بيروت.