راوي قصّة الجزيرة الخضراء المعروفة (١) وغيرها.
ويلزم في دعوى الإجماع على هذا الوجه وقوع اتّفاق مصحّح لما يختار من الكلام لترويج المرام ؛ فيندرج في الإجماع المنقول بالنّسبة إلى غير مدّعيه ظاهرا ، وفي السّنة واقعا كما لا يخفى.
وربّما يجعل قولا مجهول القائل كيلا يضيع الحقّ ويرتفع من أهله ، ويتوهم انعقاد الإجماع على خلافه فيستمرّ عليه من دون تصريح بدليله حيث لم يكن في سائر الأدلّة الموجودة ما ينهض بإثباته ـ بناء على إمكان ذلك ـ كما هو المختار.
ولعلّ ما نقل عن بعض المشايخ من كثرة الميل إلى الأقوال المجهولة القائل وتقويتها بحسب الإمكان ؛ لاحتمال كونها أقوال الإمام عليهالسلام وقد ألقاها بين العلماء لئلاّ يجمعوا على الخطأ مبنيّ على ما ذكر ؛ إذ لا يتصوّر للإلقاء طريق غير ذلك.
وقد ذكر شيخنا البهائي في « الحبل المتين » في كيفيّة الغسل الارتماسي (٢)
__________________
(١) بحار الانوار : ج ٥٢ / ١٥٩ وهي قصّة لا ربط لها بالإمام عليهالسلام أرواحنا له الفداء وهي خيال في خيال.
(٢) قال الشيخ البهائي في الحبل المتين :
« ولقد اشتدّت عناية متأخري الأصحاب بتفسير القول بالترتيب الحكمي في الغسل الإرتماسي وأطنبوا الكلام فيه ولعل السبب في ذلك أن جهالة نسب القائل واسمه مع العلم بكونه من علماء الطائفة توجب على مقتضى قواعدنا مزيد الإعتناء بقوله ، زيادة على ما اذا كان معروفا ». انتهى الحبل المتين : ٤٠ ، وانظر : كشف القناع : ١٦٨.