.................................................................................................
______________________________________________________
يوم التروية فتقدمت على حمار ، فقدمت مكّة فطفت وسعيت وأحللت من تمتعي ثمّ أحرمت بالحج ، وقدم حديد من الليل ، فكتبت إلى أبي الحسن (عليه السلام) أستفتيه في أمره ، فكتب إليّ : مره يطوف ويسعى ويحل من متعته ويحرم بالحج ويلحق النّاس بمنى ولا يبيتن بمكّة» (١).
ومنها : صحيحة محمّد بن مسلم ، قال «قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) : إلى متى يكون للحاج عمرة؟ قال : إلى السحر من ليلة عرفة» (٢).
وإنما ذكرنا هذه الرواية في عداد هذه الطائفة من الأخبار لأنّ تحديد إتيان العمرة بالسحر من ليلة عرفة يقتضي الالتحاق بالنّاس بمنى بعد الفراغ من أعمال متعته. وكيف كان ، لا قائل بمضمون هذه الأخبار.
ويمكن حملها على أن التحديد بإدراك النّاس بمنى باعتبار أنّه إذا لم يلتحق الحاج بمنى يفوته الموقف ، لبعد المسافة بين مكّة وعرفات خصوصاً إذا كان الحاج من الضعفاء أو كانت امرأة ونحوها من العاجزين ، وأمّا إذا ذهب إلى منى ليلة عرفة فيتمكّن من درك الموقف ، كما يمكن حملها على التقيّة. على أنّها معارضة بصحيحتي جميل (٣) والحلبي (٤) الدالّتين على أن العبرة بخوف فوت الموقف ، والترجيح مع الصحيحتين لموافقتهما للسنّة.
الطائفة الثالثة : ما دلّت على التحديد بزوال يوم التروية أو غروبها ، وفي بعضها يوم التروية (٥) ، ولكنّها معارضة بما تقدّم مما دلّ على جواز إتيان العمرة ليلة عرفة وإدراك النّاس بمنى ، وفي بعضها أن الإمام (عليه السلام) أتى بأعمال العمرة ليلة عرفة (٦) ، ومعارضة أيضاً بصحيحي جميل والحلبي المتقدّمين الدالّين على كفاية إدراك
__________________
(١) الوسائل ١١ : ٢٩٢ / أبواب أقسام الحج ب ٢٠ ح ٤.
(٢) الوسائل ١١ : ٢٩٢ / أبواب أقسام الحج ب ٢٠ ح ٩.
(٣) الوسائل ١١ : ٢٩٥ / أبواب أقسام الحج ب ٢٠ ح ١٥.
(٤) الوسائل ١١ : ٢٩٧ / أبواب أقسام الحج ب ٢١ ح ٦.
(٥) الوسائل ١١ : ٢٩٤ / أبواب أقسام الحج ب ٢٠ ح ١٠.
(٦) الوسائل ١١ : ٢٩١ / أبواب أقسام الحج ب ٢٠ ح ٢.