وروى محمّد بن كعب القرظي قال : سئل عليّ عليهالسلام عن الدابّة ، فقال : أما والله ما لها ذنب ، وإنّ لها للحية. وفي هذا إشارة إلى أنّها من الإنس.
وعن وهب أنّه قال : وجهها وجه رجل ، وسائر خلقها خلق الطير.
وروي أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم سئل : من أين تخرج الدابّة؟ فقال : من أعظم المساجد حرمة على الله ، يعني : مسجد الحرام.
وروي : أنّها تخرج ثلاث خرجات : تخرج بأقصى اليمن ثمّ تتكمّن ، ثمّ تخرج بالبادية ثمّ تتكمّن دهرا طويلا ، فبينا الناس في أعظم المساجد حرمة وأكرمها على الله تعالى ، فما يهولهم إلّا خروجها من بين الركن حذاء دار بني مخزوم ، عن يمين الخارج من المسجد ، فقوم يهربون ، وقوم يقفون نظّارة.
وقيل : تخرج من الصفا فـ (تُكَلِّمُهُمْ) بالعربيّة بلسان ذلق (١) ، فتقول : (أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا) وهي خروجها وسائر أحوالها ، فإنّها من آيات الله تعالى.
وقيل : القرآن. (لا يُوقِنُونَ) لا يتيقّنون. وهو حكاية معنى قولها. أو حكاية لقول الله. أو علّة خروجها ، أو تكلّمها ، على حذف الجارّ. وقرأ غير الكوفيّين : إنّ النّاس بالكسر ، على الاستئناف.
عن السدّي : تكلّمهم ببطلان الأديان كلّها سوى دين الإسلام. وقيل : تقول : ألا لعنة الله على الظالمين.
وعن ابن عمر : تستقبل المغرب فتصرخ صرخة تنفذه ، ثمّ تستقبل المشرق ، ثمّ الشام ، ثمّ اليمن ، فتفعل مثل ذلك.
وروي : بينا عيسى عليهالسلام يطوف بالبيت ومعه المسلمون ، إذ تضطرب الأرض تحتهم تحرّك القنديل ، وينشقّ الصفا ممّا يلي المسعى ، فتخرج الدابّة من الصفا ، ومعها عصا موسى وخاتم سلمان ، فتضرب المؤمن في مسجده أو فيما بين عينيه
__________________
(١) أي : طلق بليغ فصيح.