وحمزة ويعقوب مطلقا. وهو القياس.
(هُنالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ) اختبروا ، فظهر المخلص من المنافق ، والثابت من المتزلزل (وَزُلْزِلُوا زِلْزالاً شَدِيداً) فحرّكوا لفرط الخوف تحريكا شديدا ، وأزعجوا إزعاجا عظيما من شدّة الفزع ، فإنّ الخائف يكون قلقا مضطربا ، لا يستقرّ على مكانه.
(وَإِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) ضعف اعتقاد (ما وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ) من الظفر وإعلاء الدين (إِلَّا غُرُوراً) وعدا باطلا. قيل : قائله معتب بن قشير ، قال : يعدنا محمد فتح فارس والروم ، وأحدنا لا يقدر أن يتبرّز (١) فرقا ، ما هذا إلّا وعد غرور.
(وَإِذْ قالَتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ) يعني : أوس بن قيظي وأتباعه. وعن السدّي : عبد الله بن أبيّ وأصحابه. (يا أَهْلَ يَثْرِبَ) أهل المدينة. وقيل : هو اسم أرض وقعت المدينة في ناحية منها. (لا مُقامَ لَكُمْ) لا موضع قيام لكم هنا. وقرأ حفص بالضمّ ، على أنّه اسم مكان أو مصدر من : أقام ، أي : لا مكان تقيمون فيه. أو لا إقامة لكم.
(فَارْجِعُوا) إلى منازلكم ، هاربين من عسكر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وقيل : المعنى : لا مقام لكم على دين محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فارجعوا إلى الشرك ، وأسلموه لتسلموا. أو لا مقام لكم بيثرب ، فارجعوا كفّارا ليمكنكم المقام بها.
(وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَ) في الرجوع. وهم بنو سلمة وبنو حارثة. (يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ) غير حصينة. وأصلها : الخلل. يقال : عور المكان عورا ، إذا بدا فيه خلل يخاف منه العدوّ والسارق. ويجوز أن تكون العورة تخفيف : العورة ، بمعنى ذات العورة. اعتذروا بأن بيوتهم معرّضة للعدوّ ، ممكّنة للسرّاق ، لأنّها غير محرزة ولا محصّنة ، فاستأذنوه ليحصّنوها ثمّ يرجعوا إليه. فأكذبهم الله بقوله :
__________________
(١) تبرز : خرج لقضاء الحاجة. والفرق مصدر فرق أي : فزع وخاف.