وقيل : الفعلان موجّهان إليهما ، كقولك : صم وصلّ يوم الجمعة. وقيل : المراد بالتسبيح صلاة الفجر والعشاءين ، لأنّ أداءها أشقّ ، ومراعاتها أشدّ ، ولأنّ ملائكة الليل والنهار يجتمعون فيهما.
وقال الكلبي : أمّا «بكرة» فصلاة الفجر ، وأمّا «أصيلا» فصلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء. وسمّي تسبيحا لما فيه من التسبيح والتنزيه.
وعن قتادة : معناه قولوا : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلّا الله ، والله أكبر ، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله.
وعن مجاهد : هذه الكلمة يقولها الطاهر والجنب.
وروي عن أئمّتنا عليهمالسلام أنّهم قالوا : من قالها ثلاثين مرّة فقد ذكر الله كثيرا.
وعن زرارة وحمران بن أعين عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «من سبّح تسبيح فاطمة عليهاالسلام فقد ذكر الله ذكرا كثيرا».
وروى الواحدي بإسناده عن الضحّاك بن مزاحم ، عن ابن عبّاس قال : «جاء جبرئيل النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : يا محمّد! قل : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلّا الله ، والله أكبر ، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العظيم ، عدد ما علم ، وزنة ما علم ، وملء ما علم. فإنّ من قالها كتب الله له بها ستّ خصال : كتب من الذاكرين ذكرا كثيرا ، وكان أفضل من ذكره بالليل والنهار ، وكنّ له غرسا في الجنّة ، وتحاتّت عنه خطاياه كما تحات ورق الشجرة اليابسة ، وينظر الله إليه ، ومن نظر الله إليه لم يعذّبه.
ثمّ حثّ الله عباده على إكثار أنواع ذكره ، فأخبرهم أنّه عزّ شأنه مع غناه عنكم يذكركم ، فأنتم أولى بأن تذكروه ، وتقبلوا إليه ، مع احتياجكم إليه ، فقال :
(هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ) بالرحمة والمغفرة (وَمَلائِكَتُهُ) بالاستغفار لكم ، والاهتمام بما يصلحكم. والمراد بالصلاة المشترك بين الرحمة والاستغفار وهو العناية بصلاح أمرهم ، وظهور شرفهم. ولا شبهة أنّ استغفار الملائكة ، ودعاءهم