يعملون ، وهم ينظرون إليه ولا يصلون إليه ، إذا رجل معه في القبّة ، فقال : من أنت؟ قال : أنا الّذي لا أقبل الرشا ، ولا أهاب الملوك! فقبضه وهو قائم متّكئ على عصاه في القبّة. فمكثوا سنة يعملون له ، حتّى بعث الله الأرضة ، فأكلت منسأته».
وفي حديث آخر عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «فكان آصف يدبّر أمره حتّى دبّت الأرضة».
والوجه في عمل الجنّ تلك الأعمال العظيمة ، هو أنّ الله تعالى زاد في أجسامهم وقوّتهم ، وغيّر خلقهم عن خلق الجنّ الّذي لا يرون ، للطافتهم ورقّة أجسامهم ، على سبيل الإعجاز الدالّ على نبوّة سليمان. فكانوا بمنزلة الأسراء في يده. وكان يتهيّأ لهم الأعمال الّتي كان يكلّفها إيّاهم. ثمّ لمّا مات عليهالسلام جعل الله خلقهم على ما كانوا عليه ، فلا يتهيّأ لهم في هذا الزمان شيء من ذلك.
(لَقَدْ كانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (١٥) فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْناهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَواتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ (١٦) ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِما كَفَرُوا وَهَلْ نُجازِي إِلاَّ الْكَفُورَ (١٧) وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً وَقَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ (١٨) فَقالُوا رَبَّنا باعِدْ بَيْنَ أَسْفارِنا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْناهُمْ أَحادِيثَ وَمَزَّقْناهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ