تطلع كلّ يوم من مطلع وتغرب من مغرب ، حتّى تبلغ أقصاها ، ثمّ لا تعود إليهما إلى العام القابل ، فذلك حدّها ومستقرّها. أو لمنقطع جريها عند خراب العالم. أو لاستقرار لها على نهج مخصوص ، لا تعدوه ولا تختلف. أو لكبد السماء ، فإنّ حركتها فيه يوجد فيها إبطاء ، بحيث يظنّ أنّ لها هناك وقفة.
(ذلِكَ) الجري على هذا التقدير المتضمّن للحكم الّتي تكلّ الفطن عن إحصائها (تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ) الغالب بقدرته على كلّ مقدور (الْعَلِيمِ) المحيط علمه بكلّ معلوم.
(وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ) مرفوع بالابتداء ، أو بعطفه على الليل. وقرأ الكوفيّون وابن عامر بنصب الراء بفعل يفسّره «قدّرناه». وعلى التقديرين ، معناه : قدّرنا مسيره. (مَنازِلَ) أو قدّرنا سيره في منازل.
وهي ثمانية وعشرون : الشرطين ، البطين ، الثريّا ، الدبران ، الهقعة ، الهنعة ، الذراع ، النثرة ، الطرف ، الجبهة ، الزبرة ، الصرفة ، العواء ، السماك ، الغفر ، الزباني ، الإكليل ، القلب ، الشولة ، النعائم ، البلدة ، سعد الذابح ، سعد بالع ، سعد السعود ، سعد الأخبية ، فرغ الدلو المقدّم ، فرغ الدلو المؤخّر ، الرشاء ، وهو بطن الحوت. ينزل كلّ ليلة في واحد منها ، لا يتخطّاه ولا يتقاصر عنه ، بل يكون على تقدير مستو لا يتفاوت ، يسير فيها كلّ ليلة من المستهلّ إلى الثامنة والعشرين ، ثمّ يستتر ليلتين أو ليلة إذا نقص الشهر.
وهذه المنازل هي مواقع النجوم الّتي نسبت إليها العرب الأنواء المستمطرة.
وإذا كان القمر في آخر منازله دقّ واستقوس.
(حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ) كالشمراخ المعوّج. «فعلون» من الانعراج ، وهو الاعوجاج. (الْقَدِيمِ) العتيق. قيل : إنّ العرجون يصير معوّجا في كلّ ستّة أشهر.
روى عليّ بن إبراهيم بإسناده قال : «دخل أبو سعيد المكاري ـ وكان واقفيّا ـ على أبي الحسن الرضا عليهالسلام فقال له : أبلغ من قدرك أنّك تدّعي ما ادّعاه أبوك؟