إلّا أنّه «معروف» عدا أنّه حكي عن المصباح المنير أنّه قال : الإناء والآنية كالوعاء والأوعية لفظا ومعنى (١).
وهو ممّا لا يساعد عليه العرف ، إذ الظاهر عدم ترادف الوعاء والإناء عرفا ، وقد ذكر بعض (٢) أنّ الظاهر أنّ ما في المصباح تفسير بالأعمّ ، لأنّ الإناء وعاء خاصّ لا مطلقه.
أقول : ولعلّه تفسير بالمباين ، فإنّ تسمية الإناء من حيث هو وعاء لا يخلو عن تأمّل ، إذ الغالب أنّه إنّما يطلق على الإناء الوعاء بالإضافة إلى ما يوضع فيه ، فيقال مثلا : وعاء السمن ، وأوعية الماء ، وغير ذلك ، كما يقال : موضع السمن ومقرّه ومكانه ، ولا يسمّى باسم الوعاء إذا لو حظ الظرف في حدّ ذاته شيئا مستقلّا كما يسمّى باسم الإناء.
وكيف كان فلا وثوق بهذا التفسير ، ولا نقول بحجّيّة قول اللغويّ من باب التعبّد.
هذا ، مع أنّا لم نعثر على ما يكون إطلاق اسم الوعاء عليه أوضح من إطلاق اسم الإناء ، لما أشرنا إليه من أنّه لا يكفي في تسمية الشيء وعاء على الإطلاق إطلاق اسم الوعاء عليه بالإضافة إلى شيء.
فما جزم به بعض (٣) ـ من صدق اسم الوعاء على بعض الأشياء ، الذي وقع الكلام والاشتباه في اندراجه في موضوع الآنية ، كالمكحلة ونحوها ـ كأنّه جزم
__________________
(١) حكاه عنه صاحب الجواهر فيها ٦ : ٣٣٤ ، وانظر : المصباح المنير : ٣٦.
(٢) راجع : كشف الغطاء : ١٨٣ ، وجواهر الكلام ٦ : ٣٣٤.
(٣) كالبحراني في الحدائق الناضرة ٥ : ٥١٤.