وبموثّقة سماعة ، المضمرة ، قال : سألته عن الرجل به الجرح والقرح فلا يستطيع أن يربطه ولا يغسل دمه ، قال : «يصلّي ولا يغسل ثوبه كلّ يوم إلّا مرّة ، فإنّه لا يستطيع أن يغسل ثوبه كلّ ساعة» (١).
والمضمر المرويّ في مستطرفات السرائر عن البزنطي عن العلاء عن محمّد بن مسلم ، قال : قال : «إنّ صاحب القرحة التي لا يستطيع ربطها ولا حبس دمها يصلّي ولا يغسل ثوبه في اليوم أكثر من مرّة» (٢).
دلّت المضمرة الأولى ـ بمقتضى تعليلها ـ على أنّ الوجه في عدم وجوب غسل الثوب أزيد من المرّة هو المشقّة الناشئة من استمرار الجريان المحوج إلى الغسل كلّ ساعة ، والثانية ـ بمفهوم قيدها ـ على اعتبار الأمرين.
وفيه : مع قصور الروايتين بالإضمار ضعف دلالتهما على المفهوم ، خصوصا الثانية منهما التي لو أريد بها المفهوم ، لدلّت على اشتراط عدم القدرة على ربط الجرح وحبس دمه ، مع أنّه غير معتبر جزما ، لعدم إمكان تنزيل الأخبار المتقدّمة على خصوص هذه الصورة وقد حكي عن الشيخ رحمهالله دعوى الإجماع على عدم وجوب عصب الجرح وتقليل الدم (٣) ، فلا يصحّ استناد القائلين باعتبار السيلان بهذه الرواية مع عدم التزامهم بوجوب ربط الجرح وحبس دمه.
وأمّا الرواية الأولى : فسوقها يشهد بأنّ ما فيها من التعليل لبيان حكمة
__________________
(١) الكافي ٣ : ٥٨ / ٢ ، التهذيب ١ : ٢٥٨ / ٧٤٨ ، الإستبصار ١ : ١٧٧ / ٦١٧ ، الوسائل ، الباب ٢٢ من أبواب النجاسات ، ح ٢.
(٢) السرائر ٣ : ٥٥٨.
(٣) حكاه عنه الفاضل الشيخ عليّ في بعض مصنّفاته كما في المعالم (قسم الفقه) : ٥٩٠.